اقليمي ودولي

ليبانون ديبايت
الخميس 28 آب 2025 - 17:00 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

"ممر داوود ينتظر الإعلان"... تفاصيل العملية الإسرائيلية في سوريا!

"ممر داوود ينتظر الإعلان"... تفاصيل العملية الإسرائيلية في سوريا!

"ليبانون ديبايت"

تتسارع التطورات في سوريا بشكل مقلق، في ظل تصاعد التوترات العسكرية على الأرض وتزايد التدخلات الخارجية. فبينما يعيش الشمال السوري تحت تأثير الصراع الكردي والتركي، تشهد المناطق الجنوبية والغربية تحركات إسرائيلية لافتة، يُعتقد أنها تهدف إلى إعادة رسم النفوذ والسيطرة. وفي هذا السياق، أتت العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة داخل الأراضي السورية، والتي استهدفت أجهزة تنصّت حساسة، لتؤكّد أن المواجهة لم تعد محصورة بضربات محدودة، بل باتت جزءًا من خطط استراتيجية واسعة تتقاطع فيها مصالح دول إقليمية ودولية كبرى.

في هذا الإطار، يؤكّد الخبير العسكري العميد المتقاعد نضال زهوي، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن العملية العسكرية الإسرائيلية في سوريا أمس استغرقت أربع ساعات، حيث نزلت مروحية عسكرية إسرائيلية للسيطرة على أجهزة تنصّت حسّاسة جداً، والتي – من وجهة النظر الإسرائيلية – لا يجب أن تكون بحوزة الجيش السوري أو أن تصل إلى أي طرف آخر في المنطقة. وعلى ما يبدو، فإن هذه الأجهزة كانت للتنصّت مباشرة على القصر الرئاسي.


ويشير زهوي إلى حصول اشتباكات مع الجيش السوري لا يُستهان بها، وبمعزل عن اعتراف الجيش السوري بعدد الشهداء، تكشف مصادر عن أن العدد قد فاق الـ15 شهيدًا.


وعن مدى جدية إسرائيل في الاستحواذ على جنوب سوريا، يؤكّد أن هذه المنطقة أصلًا تحت سيطرتها، وأن "ممر داوود" أصبح جاهزًا تقريبًا. لكنه، بالمقابل، يقارن هذا الواقع مع الوضع الكردي ومدى استعداد الولايات المتحدة للسماح للأكراد بإعلان الانفصال في الشمال السوري، موضحًا أن ذلك ليس في مصلحة أمريكا، لكي لا يأتي على حساب علاقتها مع تركيا.


وفي هذا الإطار، يلفت زهوي إلى أن تركيا تقدّم للأمريكيين الكثير من التسهيلات، سواء في أذربيجان أو فيما يتعلّق بإيران، وبالتالي فإن الأمريكيين ليسوا مضطرين لمعاداة تركيا الآن من أجل إقامة الدولة الكردية. معادلة الدولة الكردية والخطة الممتدة من الشمال السوري وصولاً إلى منطقة الفرات أصبحت جاهزة، وكل النقاط العسكرية الأمريكية تصل إلى خط الفرات في منطقة الأكراد، وبالتالي فإن ممر داوود أصبح واقعًا بانتظار الإعلان عنه، وهذا الإعلان مرهون فقط بالظروف التركية.


وفيما يتعلق بالساحل السوري، يوضح أن لا مصلحة لأي طرف حاليًا في انفصال هذه المنطقة، باستثناء الروس. لكنه يلفت إلى أن الروس، حتى الآن، دخلوا لعبة المفاوضات فيما يتعلّق بأوكرانيا، وإذا لم يَفِ الأميركي بوعوده هناك، فقد يُقدم الروس على خطوات لخلق شرخ في الغرب السوري.


ويحذّر من أن هذا ليس لصالح المقاومة، بل يتم بتنسيق تام مع الطرف الإسرائيلي الذي يقوم بقصف بعض المناطق بشكل متقطّع، لإيصال رسالة لسكان هذه المنطقة أنهم بحاجة إلى الإسرائيلي للخلاص من النظام الجديد في سوريا. كما يجري تنسيق مع الطرف الإماراتي، الذي يرعى عددًا من ضباط النظام السوري السابقين في لبنان بهدف السيطرة على هذه المنطقة.


ويشير زهوي إلى مراحل ما جرى في الغرب السوري، بدءًا من إسقاط نظام الأسد شعبياً بالشكل المعنوي، ثم المجازر التي ارتُكبت وأفضت إلى سقوط 31 ألف قتيل من الطائفة العلوية، ما مهّد لتدخّل إسرائيلي تحت شعار "حماية العلويين"، بتجاهل روسي لافت، في رسالة غير مباشرة: "شكرًا إسرائيل".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة