اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الاثنين 01 أيلول 2025 - 09:46 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

ما بين السويداء والملف الكردي... الانتخابات السورية أمام امتحان صعب

 ما بين السويداء والملف الكردي... الانتخابات السورية أمام امتحان صعب

تدخل سوريا مرحلة سياسية حاسمة مع اقتراب موعد الانتخابات، في ظل واقع داخلي مثقل بالأزمات والانقسامات، حيث لا تبدو العملية مجرّد استحقاق دستوري، بل اختبار حقيقي لقدرة الدولة على إدارة التحديات المتعددة من الشمال الكردي إلى الجنوب في السويداء.


الانتخابات المقبلة، التي تقوم على انتخاب 140 عضوًا من أصل 210 فيما يعين الرئيس 70 عضوًا آخرين، تشكّل من الناحية الشكلية خطوة لإعادة تفعيل المؤسسات التشريعية، لكنها في جوهرها تثير تساؤلات عميقة حول مدى قدرتها على تمثيل جميع المكوّنات. ويرى محللون أنّ المضي بالانتخابات دون توافقات مسبقة يعكس استمرار الانقسام، ما يجعل نتائجها مرهونة بمدى قدرة دمشق على استيعاب التناقضات الداخلية.


أحد أبرز التحديات يظل الملف الكردي. فالـ"اتفاق" الذي أُبرم في 10 آذار بين الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية ما يزال معلّقًا، وسط تبادل للاتهامات بإفشاله. ففي حين يشدد القائد الكردي سيبان حمو على أن دمج "قسد" في الجيش غير قابل للنقاش قبل تعديل القوانين، يرى محللون أن المفاوضات مستمرة خلف الكواليس، وأن التصعيد الإعلامي ليس سوى جزء من لعبة تفاوضية مدفوعة برعاية دولية، خصوصًا أميركية، مع دور لافت للمبعوث الأميركي توم باراك.


أما في الجنوب، فإن مشهد السويداء يبدو أكثر تعقيدًا. فالأحداث الأخيرة تركت "جرحًا عميقًا"، بحسب توصيف محللين، لا يمكن تجاوزه بمجرد وعود سياسية. ويؤكد خبراء أنّ النزعة الانفصالية هناك خيار أقلية محدودة، بينما الأغلبية مرتبطة بالدولة، لكن ذلك لا ينفي الحاجة إلى حوار صريح يعالج مظالم الناس ويأخذ بالاعتبار النزاعات التاريخية حول الأراضي في المعظمية والسومرية، التي شكّلت وقودًا للتوترات الأخيرة.


المشهد السوري اليوم محكوم بلعبة شد وجذب بين التصعيد والتهدئة. فالتصريحات النارية من قادة أكراد أو أصوات في السويداء ليست إلا أوراق تفاوضية، فيما التفاهمات الفعلية تُناقش بعيدًا عن الأضواء، بدفع واضح من الأطراف الدولية التي لم تعد راغبة في ترك الساحة السورية مفتوحة على مزيد من الفوضى.


الانتخابات المقبلة مرشحة لإنتاج برلمان جديد يمهد لتشكيل حكومة قادرة على إدماج التوافقات مع الأكراد، وربما طرح مقاربة أكثر جدية لملف السويداء. ويبقى السؤال ما إذا كانت دمشق ستنجح في تحويل الانتخابات من محطة شكلية إلى فرصة لإعادة الثقة وبناء مشروع وطني جامع، أم أنها ستكون مجرد استحقاق آخر يكشف عمق الانقسام الداخلي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة