"ليبانون ديبايت"
ليس من الجديد أن تبقى البلاد في حالٍ من الإنتظار والترقب لمواعيد ومهل واستحقاقات داخلية وإقليمية ودولية، فالأنظار كلها تبدو مشدودةً إلى جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة المقبل، أو إلى الزيارة المتوقعة للموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان في اليوم نفسه، أو لوصول نائبة المبعوث الرئاسي الأميركي مورغان أورتيغاس في نهاية الأسبوع.
وحالة الترقب والإنتظار لما سيقرره "الخارج"، من دون أي دور داخلي أو مبادرة محلية قادرة على إحداث اختراقٍ في المشهد العام، مستمرة منذ أيام الحرب الأهلية، كما يلاحظ سفير لبنان الأسبق في واشنطن رياض طبارة، مشدداً على أن حركة الموفدين الأميركيين وأبرزهم كان فيليب حبيب في تلك المرحلة، كانت محور المتابعة والتوقعات لما سيكون عليه الوضع في لبنان، بالنسبة للحرب أو للسلم.
ويكشف السفير طبارة ل"ليبانون ديبايت"، أنه عندما توقفت حركة الموفدين العرب والغربيين إلى بيروت وكانت الحرب الأهلية لا تزال مستمرة، إنشغل اللبنانيون بمتابعة خبر سقوط نيزك على الأرض، وكان متوقعاً في الهند، وقرر السياسيون انتظار سقوطه قبل اتخاذ أي قرارات داخلية بعضها "مصيري".
وعن موضوع الساعة، يرى طبارة أن خطة الجيش التي يناقشها مجلس الوزراء في اجتماعه يوم الجمعة، معتبراً أن ما من تغييرات بارزة في المشهد الداخلي، وبالتالي، فالأزمة المتصلة بقرار "حصرية السلاح"، على حالها لأن القرار الفعلي في ملف سلاح "حزب الله"، يرتبط بتطورات المفاوضات الأميركية – الإيرانية التي لم تبدأ بعد.
وعن مسار العمل الحكومي ومصير القرار، يؤكد طبارة بأن كل الأطراف المحلية أمام مسار وحيد وهو الإستمرار في إدارة الأزمة، بمعنى أن لا تحديد لأي جدول زمني للخطة التي سيقدمها الجيش، فيما سيواصل الأميركيون اتصالاتهم ولكن من دون أي خروقاتٍ على خطّ الضغط على إسرائيل للإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار والإنسحاب من النقاط الحدودية في الجنوب.
وأمّا لجهة ما سيحمله الموفدون إلى بيروت، فيعتبر طبارة أن الضغط الأميركي على الحكومة لن يتراجع وهو "ضغط من دون أي أفق حل"، وذلك على الرغم من "تفهم" واشنطن للموقف اللبناني، إنطلاقاً من القناعة بأن الحل ليس لبنانياً بل سيأتي باتفاق أميركي – إيراني يتمّ تطبيقه في لبنان.
وبالتالي، لا يتوقع طبارة أي انفراجات على صعيد قرار "حصرية السلاح"، مشيراً إلى أن إسرائيل ستواصل اعتداءاتها ولن تنسحب أو تتراجع عن استغلال الفرصة المتاحة أمامها اليوم لتنفيذ مشروع "إسرائيل الكبرى" قبل حصول تحولٍ كامل في مواقف المجتمع الدولي إزاءها، وقد دخل بنيامين نتنياهو في سباقٍ مع الوقت من أجل تنفيذ مخططه التوسّعي.
ويتابع طبارة أن نتنياهو يخطو الخطوة الأولى في فلسطين وتحديداً في غزة نحو "إسرائيل الكبرى"، ويسعى إلى إقامة مناطق محروقة عازلة في الجولان وجبل الشيخ والتلال الخمس في جنوب لبنان حول "إسرائيل الكبرى"، وسط دعم أميركي، على الأقل حتى اللحظة.