اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأربعاء 03 أيلول 2025 - 08:16 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

مقال إسرائيلي يحذر: الشرع يصوغ أخطر مشروع إسلامي في القرن الـ21

مقال إسرائيلي يحذر: الشرع يصوغ أخطر مشروع إسلامي في القرن الـ21

في مقال رأي نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بتاريخ 3 أيلول 2025، حذّرت الباحثة المصرية داليا زيادة، الزميلة البارزة في "مركز القدس للشؤون الأمنية والخارجية"، من خطورة ما وصفته بولادة أيديولوجيا جديدة يقودها الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، أطلقت عليها اسم "الجهادية الجديدة" (Neo-jihadism).


وتوضح زيادة أنّ الشرع يسعى إلى صياغة تيار هجين يمزج بين تكتيكات جماعة الإخوان المسلمين السياسية، وصلابة تنظيمَي القاعدة وداعش في العنف، مع براغماتية البعث الاشتراكية في إدارة السلطة. وترى أنّ ما نشهده ليس مسار اعتدال، بل "تحوّل خطير" قابل للتكيّف والاستمرار بشكل يهدّد المنطقة.


الخلفية الشخصية للشرع، بحسب المقال، تجعله المؤهل لقيادة هذا التوجه؛ فقد نشأ في ظل نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وتشرّب نزعة الاستبداد وتركيز السلطة. لاحقًا انضم إلى القاعدة في سن المراهقة، ثم أسّس "هيئة تحرير الشام" وقاتل خلال الحرب السورية ضد جماعات متنوّعة، من الفصائل المدعومة من تركيا، إلى الميليشيات المدعومة من إيران، وصولًا إلى داعش. وتؤكد الكاتبة أنّ تفوق الشرع لم يكن نابعًا من عقيدة صارمة بقدر ما كان نتيجة "مرونة سياسية، وعنف عسكري بلا حدود، واستغلال شعارات العدالة الاجتماعية الموروثة من البعث".


وتشير زيادة إلى أنّ الشرع سبق أن انتقد الإخوان المسلمين في مقابلة مع قناة الجزيرة عام 2015 حين كان زعيمًا لـ"هيئة تحرير الشام"، واعتبر أنهم "خسروا لأنهم اختاروا صناديق الاقتراع بدلًا من البنادق". يومها لم يكن اعتراضه على أهداف الجماعة بل على أسلوبها. اليوم، وهو في موقع الرئاسة المؤقتة، يعيد الشرع تكرار الرسالة ذاتها لكن "بلغة رجل دولة".


وتلفت الكاتبة إلى أنّ مقارنة مسارات الإخوان في المنطقة تبرز هذا التحوّل: ففي تونس، اختارت حركة النهضة بزعامة راشد الغنوشي التحول إلى "مسلمين ديمقراطيين" والمشاركة في السياسة التعددية، بينما في مصر تمسّك الإخوان بالتشدّد ما أدى إلى سقوطهم السريع. أمّا الشرع فيقدّم نموذجًا ثالثًا أكثر قتامة، يدمج المناورة السياسية بالجهاد العنيف والبراغماتية السلطوية.


إقليميًا، ترى زيادة أن الشرع بات يميل نحو السعودية على حساب تركيا، بعدما كانت أنقرة قد راهنت طويلًا على جماعات الإخوان في سوريا قبل انهيارها، ثم حاولت الاستثمار في الشرع نفسه. غير أنّ الرياض، الساعية إلى دفن مشروع الإخوان كخصم أيديولوجي، تبدو المستفيد الأكبر من هذا التحوّل.


وترى الكاتبة أنّ بعض القادة العرب والغربيين أخطأوا في قراءة خطاب الشرع، فاعتبروا نفيه الانتماء للإخوان مؤشرًا إلى اعتدال، فيما تظهر ممارساته عكس ذلك. فمنذ توليه الحكم، منح الشرع الجنسية السورية لجهاديين أجانب ودمجهم في مؤسسات الجيش والشرطة، وأطلق حملات طائفية ضد العلويين والدروز والمسيحيين. وتؤكد زيادة: "هذا ليس انفتاحًا، بل إسلاموية استبدادية بوجه جهادي".


وتحذر زيادة من أن كل مرة ينهار فيها الإسلام السياسي يعود بصيغة أكثر تكيّفًا: سقوط الإخوان في مصر قابله استمرار مشروع حماس في غزة، وهزيمة داعش أعقبتها صعود هيئة تحرير الشام وصولًا إلى دمشق. واليوم، يعمل الشرع على صياغة "الجهادية الجديدة" التي تراها الكاتبة "أخطر تحول أيديولوجي حتى الآن".


وتخلص داليا زيادة في مقالها إلى أنّ "رفض الشرع للإخوان ليس شهادة وفاة للإسلاموية، بل إعلان ولادة أخطر نسخة منها"، مؤكدة أنّ "الجهادية الجديدة" إذا لم تُواجه بوعي، ستتحول إلى "أخطر صادرات الشرق الأوسط" في المرحلة المقبلة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة