كشف مسؤول رفيع في جهاز الموساد الإسرائيلي أنّ عملاء الوكالة تواجدوا داخل بيروت ونفذوا مهامهم "بشجاعة وعزيمة" لتأمين معلومات دقيقة ساهمت في اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله في أيلول الماضي.
وأوضح المسؤول أنّ العملاء "عملوا تحت النار في قلب الضاحية الجنوبية لتقديم معلومات استخباراتية دقيقة للعملية"، التي اعتُبرت من أبرز العمليات الاستخباراتية – العسكرية المشتركة بين الجيش الإسرائيلي والموساد.
وجاءت هذه التصريحات خلال حفل أقيم في مقر الرئاسة بالقدس، حيث منح الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ جائزة الدفاع الإسرائيلية للموساد تقديراً لدوره في العملية.
وقال ضابط في قسم التجنيد والعمليات بالموساد: "هذه العملية وُلدت عندما التقت فكرة تكنولوجية طموحة مع أفضل العقول التقنية، وبفضل التعاون بين الجيش الإسرائيلي والموساد ومديرية البحث والتطوير والصناعات الدفاعية والأكاديميين، تحولت الفكرة إلى واقع. لكن التكنولوجيا وحدها لا تكفي؛ كان لا بد من عمل ميداني في عمق أراضي العدو، ومن خلاله جرى تحويل المستحيل إلى ممكن."
وأضاف أنّ 27 أيلول شكّل نقطة تحول حاسمة بعد عشرة أيام من القتال الكثيف ضمن عملية "الأعمدة"، التي قال إنها "حطمت معنويات حزب الله وألحقت أضراراً كبيرة بقدراته".
من جانبه، اعتبر رئيس الموساد دافيد برنيا أنّ الجائزة "تحمل رمزية خاصة هذا العام لأنها تعكس قوة جهاز الأمن الإسرائيلي في مواجهة حزب الله، من عملية الأعمدة وصولاً إلى اغتيال نصر الله".
وكان نصر الله قد قُتل في 27 أيلول 2024 داخل الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، بعد قصف استهدف مركز قيادة للحزب أسفل مبنى سكني، عبر إسقاط أكثر من 80 قنبلة زنة الواحدة طنّاً على الموقع، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
اغتيال نصر الله مثّل واحدة من أخطر الضربات التي تلقاها حزب الله منذ تأسيسه، وسط تداعيات سياسية وأمنية داخل لبنان وخارجه.
العملية العسكرية – الاستخباراتية شكّلت ذروة تصعيد إقليمي، رافقته تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
الجدل مستمر في لبنان حول حجم الاختراق الإسرائيلي، وسط تساؤلات عن الثغرات الأمنية التي سمحت بتنفيذ العملية في قلب الضاحية الجنوبية.