أظهرت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية في 5 تموز الجاري أعمال بناء متسارعة داخل منشأة نووية محاطة بالسرية في صحراء النقب، قرب مدينة ديمونا، ما أعاد تسليط الضوء على برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي المثير للجدل.
ووفق وكالة "أسوشيتد برس"، فإن الموقع المعروف باسم مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية، كان دائماً محوراً للشكوك حول امتلاك إسرائيل ترسانة نووية.
وتُظهر الصور التي التقطتها شركة "بلانيت لابز" وجود جدران خرسانية سميكة وبنية تحتية متعددة الطوابق، فضلاً عن رافعات ضخمة تعمل في الموقع، في مؤشر على مشروع ضخم تحت الأرض.
خبراء نوويون اطّلعوا على الصور أجمعوا على أنّ المشروع مرتبط بالبرنامج النووي الإسرائيلي نظراً لقربه من المفاعل الأصلي في ديمونا، لكنهم انقسموا بشأن طبيعة البناء.
بعضهم اعتبر أنّ ما يجري هو إنشاء مفاعل ماء ثقيل جديد يسمح بإنتاج البلوتونيوم، وهو عنصر أساسي في صناعة السلاح النووي، فيما رأى آخرون أنّ المنشأة قد تكون مخصصة لتجميع أو صيانة الرؤوس النووية.
أما الخبير الأميركي جيفري لويس، المتخصص في منع الانتشار النووي، فرأى أنّ "الاحتمال الأكبر أن ما يُبنى هو مفاعل نووي، استناداً إلى حجم المنشأة وموقعها وسياقها التاريخي"، مشيراً إلى أنّ من الصعب تصور أن يكون البناء لغرض آخر.
اللافت أنّ الحكومة الإسرائيلية التزمت الصمت الكامل حيال المشروع ورفضت الإدلاء بأي تعليق رغم تكرار الاستفسارات، كما امتنعت الإدارة الأميركية عن أي رد رسمي. وتُعتبر إسرائيل من الدول القليلة غير الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، ما يتيح لها العمل بعيداً عن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي لا تُخوَّل بتفتيش منشأة ديمونا باستثناء مفاعل سوريك للأبحاث.
ويرى محللون أنّ هذا البناء قد يكون بديلاً للمفاعل القديم الذي يعود إلى ستينيات القرن الماضي ويعمل منذ فترة أطول من معظم المفاعلات المماثلة، فيما يذهب آخرون إلى أنّ الهدف ربما يكون إنتاج مادة التريتيوم التي تُستخدم لتعزيز قوة الرؤوس النووية، علماً أنها تتحلل بمعدل 5% سنوياً، الأمر الذي يفرض تجديد إنتاجها.
أما الخبير في شؤون السلامة النووية إدوين ليمان فأكد أنّ المشروع قد يكون مفاعلاً بتصميم مختلف عن المفاعلات التقليدية وربما من دون قبة احتواء ظاهرة، لكنه شدّد على أنّ غياب المعلومات يجعل جميع هذه الاحتمالات في إطار التخمين. وفي السياق نفسه، اعتبر داريل كيمبال، مدير جمعية الحد من التسلح في واشنطن، أنّ المنشأة، إذا كانت مخصّصة لإنتاج البلوتونيوم أو التريتيوم، فهي تهدف إمّا إلى الحفاظ على الجاهزية النووية الإسرائيلية أو إلى توسيع الترسانة القائمة.