في هذا السياق، يؤكّد أستاذ العلوم السياسية والعميد الركن الدكتور حسن جوني، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "التدريبات وحقول ومراكز التدريب لا تعكس بالضرورة رغبة الجيش أو نية محددة للعمل في منطقة معيّنة أو بيئة محددة، بل تُعد جزءًا من استراتيجية تدريبية شاملة تهدف إلى تعزيز القدرات القتالية للجنود في مختلف البيئات، وليس فقط في جنوب لبنان".
ويوضح أن "من الممارسات المتعارف عليها في الجيوش، تدريب العناصر في بيئات تحاكي مناطق مرشحة للعمليات القتالية المحتملة، أما مركز الجولان، فقد بدأ العمل فيه عام 2017، وكان الهدف منه إنشاء مركز تدريب يُدعى "سنير" في إحدى قرى الجولان لمحاكاة القرى الجنوبية في لبنان، ومن ضمن المخطط، إنشاء مراكز إضافية، مثل مركز في النقب، وآخر أو أكثر على حدود الأردن، إلى جانب مركز غابات الجليل في الشمال، الذي بدأ العمل فيه عام 2020".
ويشير جوني إلى أن "وجود هذه المراكز لا يُعد مؤشراً حتميًا على مناورة أو هجوم وشيك، لكن من الواضح أن الجيش الإسرائيلي لطالما استعد لاحتمال مواجهة محتملة في جنوب لبنان، وقد خُصص مركز الجولان لمحاكاة عناصر من حزب الله، حيث يجسّد الجنود الإسرائيليون أساليب القتال، واللباس، والعقيدة العسكرية للحزب، وهو ما يعكس افتراضًا بأن المواجهة المستقبلية ستكون برية".
ويتابع: "في الوقت ذاته، شهدت المواجهات العسكرية السابقة إدخال عناصر تكنولوجية متطورة، وقد واجه الجيش الإسرائيلي صعوبات في تنفيذ معركة برية نتيجة المقاومة العنيفة على الحدود اللبنانية".
ويختم العميد جوني بالتأكيد على أن "عودة أو تجديد التدريب في هذا المركز لا تعني بالضرورة أن هناك عمليات اقتحام أو هجومًا وشيكًا على قرى جنوب لبنان، بل تعكس جهوزية عسكرية تأخذ جميع السيناريوهات المحتملة بعين الاعتبار".