أثار وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي روبرت كينيدي جونيور جدلاً واسعاً في جلسة استماع داخل مجلس الشيوخ، بعدما أعلن أنه لا يعرف العدد الفعلي للأميركيين الذين توفوا نتيجة جائحة كورونا.
وأمام أسئلة السيناتور الديمقراطي مارك وارنر، الذي ذكّره بأن أكثر من مليون أميركي قضوا بسبب الوباء، رد كينيدي قائلاً: "لا أعرف الرقم الدقيق، ولا أعتقد أن أحداً يعرف بسبب فوضى البيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها".
الوزير، الذي يشغل منصبه منذ 8 أشهر، أضاف أنه يريد الاطلاع على البيانات أولاً قبل تأكيد ما إذا كانت اللقاحات ساهمت فعلاً في إنقاذ الأرواح. تصريحاته أثارت حدة السيناتور وارنر الذي خاطبه قائلاً: "كيف يمكن لوزير الصحة ألا يعرف ما إذا كانت اللقاحات أنقذت أرواحاً أو لا؟".
وبحسب بيانات مراكز السيطرة على الأمراض، كان "كوفيد-19" ثالث أكبر سبب للوفاة في الولايات المتحدة عامي 2020 و2021، ورابعاً عام 2022، وعاشراً عام 2023. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الولايات المتحدة سجلت نحو 1.2 مليون وفاة حتى منتصف آب، أي وفاة واحدة من أصل كل 6 وفيات بكورونا عالمياً.
جلسة الاستماع جاءت بعد إقالة مديرة مراكز السيطرة على الأمراض الأسبوع الماضي على خلفية نزاع حول سياسات اللقاحات، ما أدى إلى موجة استقالات داخل الوكالة. واتهم كينيدي المديرة المقالة بالكذب بشأن ظروف إقالتها، مؤكداً أنّ المزيد من التغييرات ستجري داخل الوكالة بسبب "إخفاقاتها أثناء الجائحة".
وقال كينيدي: "علينا إقالة موظفين لم يقوموا بواجبهم... نحن أكثر دول العالم معاناة من الأمراض، ولا بد من إصلاح المنظومة". كما أعلن عزمه إصدار تقرير شامل قريباً عن عمل الوزارة، مشدداً على أنّ تقليص عدد الموظفين سيواكبه "تحقيق نتائج أكبر بموارد أقل".
كينيدي، المعروف بمواقفه المتحفظة تجاه اللقاحات حتى قبل دخوله الحكومة، أثار انتقادات من الديمقراطيين الذين اتهموه بتمكين "منظري المؤامرة" وإضعاف الثقة في المؤسسات الصحية. لكنه دافع عن سياساته، مشيراً إلى أولويات جديدة مثل إزالة الفلورايد من مياه الشرب، إصلاح أنظمة التأمين، وتغيير قواعد التجارب الطبية.