شدّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، خلال كلمة له في بقعتوتة، على أنّ "لبنان سيبقى عصياً على الإلغاء"، داعياً إلى رفض الفكر الأحادي والتمسك بالعيش المشترك، ومؤكداً أنّ "كسروان ستبقى مفتوحة للجميع كما يفتح تمثالا حريصا ويسوع الملك ذراعيهما".
واستهل باسيل حديثه بالإشارة إلى أنّ "المنطقة التي نجتمع فيها اليوم يمكن اعتبارها عاصمة السياحة الشتوية، ولها أيضاً حصّة كبرى في السياحة الصيفية، وكسروان العاصية على كل شيء تشهد على ذلك، فهي بقعتوتة الشامخة، وجردها الممتد من حراجل وميروبا وفاريا وصولاً إلى بقعتوتة". وذكّر بأنّ "هذا الجرد الكسرواني أنزل جرس داريا إلى قصر بعبدا عام 1988، وكسروان الشامخة تستحق الكثير لتبقى ترحب بالضيوف صيفاً وشتاء".
وفي ملف السدود، قال باسيل: "لولا وجود سد شبروح لما تغذت كسروان بالمياه"، موضحاً أنّ "السد كان يحتاج إلى أعمال ضخ إضافية بالباطون بسبب طبيعة الأرض الجبلية المتشققة، كما هو الحال في سد بقعاتة وأي سد في لبنان، عدا عن وقوع البلاد على فالق زلزالي". ولفت إلى أنّ "سد شبروح يزوّد كسروان بـ60 ألف متر مكعب يومياً والمتن بـ12 ألفاً، لكنه لا يزال يتسرب منه آلاف الأمتار المكعبة بسبب طبيعة الأرض اللبنانية".
وأضاف: "سد بقعاتة يغذي 70 بلدة متنية وعدداً من قرى كسروان، ونحن عملنا بمسؤولية لتأمين المياه للبنانيين، لكن خرجت أصوات ضدنا، ومنها حزب جعل من معارضة السدود عقيدة له، ونجح نوابه في إيقاف كل مشاريع السدود في لبنان". وأكد أنّ "من دون سد شبروح كسروان لن ترتوي، ومن دون سد بقعاتة المتن لن يرتوي، ومن دون سد بسري لن ترتوي جزين وصيدا وعاليه وبعبدا وبيروت، كما أنّ سد جنة يغذي ساحل جبيل وكسروان والمتن وبيروت، ومن دون سد المسيلحة لن يرتوي ساحل البترون، وبالتالي لا حل لمشكلة المياه في لبنان من دون إقامة السدود".
وانتقد باسيل التوجه الحالي لتشكيل لجنة دولية لدراسة السدود، قائلاً: "بعد 7 أشهر من استلام الوزارة يأتون ليقولوا إنهم سيشكلون لجنة جديدة، بينما الدراسات موجودة أصلاً أعدّتها شركات وخبراء دوليون، وليس التيار الوطني الحر". وأضاف: "كل ذلك يجري حتى لا يُقال إن التيار أنجز سداً أو معملاً للكهرباء أو أي مشروع آخر".
وتابع: "المسؤولية اليوم ملقاة على عاتقكم، فماذا ستقولون للناس العطشى الذين يدفعون مليارات الدولارات ثمن صهاريج المياه، عدا عن مليارات الدولارات على فواتير الكهرباء؟ من حرمنا رغيف الخبز في الحرب يحرمنا اليوم المياه والكهرباء في السلم، وهذا أمر غير مبرر"، مشدداً على أنّ "السدود ستقام لأنها الحل الوحيد الممكن لتأمين المياه للبنانيين".
وأشار إلى أنّ "الحرمان الذي نعيشه ليس مسؤولية وزير ووزارة عمرها 7 أشهر، بل مسؤولية من يتباهون منذ 15 عاماً بعرقلة المشاريع، فيما هم موجودون في مجلس النواب والحكومات المتعاقبة".
وفي سياق سياسي محلي، قال باسيل: "كلما أردنا الذهاب إلى منطقة يفتعلون القصص. منذ عشرة أيام نسمع أنّه ستحصل مشكلة في كسروان. نحن نقوم بجولات في كل المناطق، وصودف أن تكون زيارتنا في السابع من أيلول ظهراً بينما غيرنا عصراً، وحتى لو كنا في المنطقة نفسها، لماذا يجب أن تحصل مشكلة؟ نحن لا نفتعل المشاكل، بل نعمل على حلها".
واتهم باسيل بعض الجهات بممارسة سياسة الإلغاء: "لا لزوم لحذف أحد، لكنهم يتصلون برؤساء البلديات ويهددونهم بحرمانهم من الخدمات إذا حضروا لقاءاتنا. كيف يمكن بناء بلد فيه تداول للسلطة إذا كان كل طرف يصل إليها يحذف غيره؟ هذه الثقافة لا تشبهنا".
وأكد: "كسروان ستبقى عصية على كل من يريد إلغاءها، وستبقى ترحب بالجميع كما تمثالا حريصا ويسوع الملك، ونحن ضد الفكر الأحادي ومع الفكر الذي يقبل الآخر".
وتطرّق باسيل إلى الملف السوري، قائلاً: "الرئيس السوري يقول إن هناك مسيحيين يستقوون بنا في سوريا. فهل سنعود إلى زمن الاستقواء بسوريا أو أميركا أو إسرائيل؟".