أكّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية المنعقد في طهران، على ضرورة توحيد صفوف الأمة الإسلامية لمواجهة التحديات الراهنة، داعياً الدول العربية والإسلامية الفاعلة، وتحديداً إيران والسعودية ومصر وتركيا، إلى التعاون والتنسيق في ما بينها لمواجهة المخاطر التي تهدد مستقبل الأمة.
واستعرض الخطيب واقع الأوضاع اللبنانية في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والاحتلال للأراضي الجنوبية، مشيراً إلى أنّ إسرائيل لم تلتزم بوقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا في تشرين الأول 2024، بل استمرت في قصف الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، وتسببت بتدمير عشرات البلدات وتهجير آلاف العائلات، وارتكبت سلسلة اغتيالات بحق المدنيين.
وأشار إلى أنّ إسرائيل ما تزال تحتل سبع تلال في الجنوب، وتمنع عودة الأهالي إلى منازلهم، في وقت يعاني أكثر من 100 ألف نازح جنوبي من غياب المأوى، فيما تتحمل المقاومة العبء الأكبر في مساعدة الأهالي في ظل حصار مالي خانق على لبنان.
وتناول الخطيب طبيعة الصراع الذي تخوضه الأمة مع الغرب، مؤكداً أنّه صراع حضاري قبل أن يكون عسكرياً، بين قيم السماء ومفاهيم الهيمنة المادية.
واعتبر أنّ المقاومة في لبنان وفلسطين أثبتت صلابتها وصمودها، ما دفع الغرب للتدخل المباشر في المعركة بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها.
ولفت إلى أنّ الانتصارات التي حققتها المقاومة كشفت زيف الحرب النفسية ومحاولات التهويل الغربي، مؤكداً أنّ فشل العدو في إحداث خرق داخل البيئة الحاضنة للمقاومة مثّل محطة أساسية في مسار المواجهة.
وأشاد بدور الإمام موسى الصدر والرئيس نبيه بري في تعزيز الوحدة الوطنية وإفشال محاولات شق الصف اللبناني.
وختم الشيخ الخطيب كلمته بالتشديد على أنّ وحدة الموقف العربي والإسلامي تبقى الشرط الأساسي لمواجهة التحديات المصيرية، داعياً المؤتمر إلى تبني خطط عملية تحقق هدف توحيد الأمة الإسلامية في وجه المشاريع الغربية والإسرائيلية.