وفي هذا الإطار يرى الخبير العسكري، العميد الطيار المتقاعد بسام ياسين، أن الهدف الأساسي من هذا الاجتماع هو تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، لأنّه، وفق خطة الجيش اللبناني، أصبحت منطقة جنوب الليطاني خالية من السلاح، ولذلك، تسعى اللجنة إلى مواكبة عمل الجيش في تلك المنطقة.
وعن كيفية هذه المواكبة، وهل تقتضي أن تنزل اللجنة إلى الأرض للكشف على المنشآت التي سيطر عليها الجيش، يوضح العميد ياسين أنه ليس بالضرورة أن تنزل اللجنة إلى الأرض، لكنها تواكب تلك السيطرة عبر مشاركة المعلومات مع الجيش واليونيفيل، والتحقق من تنفيذ ما هو مطلوب.
أما عن دور اللجنة في مراقبة وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب من النقاط الخمس، فيشير إلى أنه لا يوجد وعد إسرائيلي للأميركيين بالانسحاب من النقاط التي احتلتها في الجنوب. وبالتالي، فإن استمرار الاعتداءات أمر مؤكد، لأنّ شيئًا لم يتغير بالنسبة إلى إسرائيل، التي تواصل انتهاكاتها.
ويعتقد العميد ياسين أن الهدف الأميركي الأساسي هو إخلاء المنطقة من السلاح بالكامل، ليُصار بعدها ربما إلى الضغط على إسرائيل لوقف العدوان، واعتماد مبدأ "الخطوة مقابل الخطوة".
ويضيف أنه علينا الانتظار لمعرفة ما إذا كانت اللجنة ستنجح في ذلك، لا سيما أنها سبق أن طلبت من إسرائيل مواكبة الخطوات اللبنانية بخطوات مماثلة، ولكن من دون أي استجابة.
وفيما يخص تبديل رئيس اللجنة، فيعتبره أمرًا روتينيًا، لأن الأميركيين يقومون بتبديل القادة العسكريين كل فترة، ويُكلّف المسؤول المنتهي دوره بوظيفة أخرى في القيادة الوسطى.
أما عن مشاركة أوروتاغوس في الاجتماع، فيرجّح أنها تأتي في إطار تسهيل وتفعيل عمل اللجنة، أي أنها جاءت لتأمين الغطاء السياسي لعملها.
وبالنسبة للجولة التي نُظّمت على متن الطوافة بعد الاجتماع، والتي قيل إنها جاءت بهدف الكشف على المنطقة التي يُقال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى إلى تحويلها إلى منطقة اقتصادية بعد تهجير أهلها، فقد أكّد العميد ياسين أن هذا المشروع فاشل.
وتساءل: كيف يمكن إقامة مثل هذه المنطقة، في حين أن الأراضي هناك تعود ملكيتها للبنانيين؟ كيف يمكن إنشاء منطقة صناعية إذا كان الأهالي يرفضون بيع أراضيهم أو التخلي عنها؟ مؤكدًا أنها مجرد أوهام لدى الأميركي، الذي يظن أن في وسعه شراء الجميع ببضع مليارات من الدولارات.