بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الآونة الأخيرة مشككاً في قدرته على التأثير على نظيره الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بعدما أقرّ لمقربين منه بأنّه أساء تقدير نوايا بوتين للسلام، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" عن مصدر مطّلع.
ورغم هذا الاعتراف، جدّد ترامب تلويحه بإمكانية فرض عقوبات كبيرة على روسيا، لكن بشروط، أبرزها أن تحذو دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) حذوه، وأن تفرض جميع الدول الأعضاء تعريفات جمركية على الصين.
وقال ترامب في منشور على حسابه في "تروث سوشيال"، اليوم السبت: "سأفرض عقوبات كبيرة على روسيا عندما تتوقف دول الناتو عن شراء نفطها"، مؤكداً أنّه مستعد لاتخاذ الخطوة فور اتفاق الحلفاء على المضي بها.
وجاءت هذه التصريحات بعد مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، أعلن فيها أنّ صبره على بوتين بدأ ينفد، ملمّحاً إلى أنّه يحتفظ بعقوبات جاهزة تستهدف المصارف الروسية وقطاع النفط، فضلاً عن تعريفات جمركية إضافية قد يستخدمها ضد موسكو.
وكان ترامب قد التقى بوتين في ألاسكا منتصف آب الماضي، واصفاً اللقاء بالإيجابي جداً، كما وعد بجمع بوتين بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. إلا أنّ هذا التفاؤل تراجع سريعاً مع الشروط المضادة التي فرضها كل من الكرملين وكييف، ما دفع ترامب إلى إظهار امتعاضه.
ترامب يحاول أن يوازن بين تقديم نفسه كـ"صانع سلام عالمي" وبين تصعيد الضغوط على روسيا والصين. إلا أن اعترافه بخطأ تقدير نوايا بوتين يعكس تعقيدات المشهد الأوكراني، ويظهر أنّ المفاوضات المرتقبة تواجه عقبات كبيرة. في المقابل، يسعى ترامب إلى استخدام الأدوات الاقتصادية – عبر العقوبات والرسوم الجمركية – كوسيلة لإجبار موسكو وبكين على تعديل مواقفهما.