وفي هذا السياق، يعتبر الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "الزيارة لم تستقطب هذه المرة اهتمامًا إعلاميًا يُذكر، خلافًا لما كانت تحققه لقاءات مماثلة في مراحل سابقة، حيث كان يُعوَّل على مضمونها ومخرجاتها".
ويرى بيرم أن "اللقاء يأتي في إطار التنسيق الاعتيادي والدوري بين الطرفين، ولم يصدر ما يشير إلى وجود نقاشات سياسية معمقة أو مبادرات داخلية جديدة".
ويضيف: "جنبلاط يبدو منشغلاً في المرحلة الراهنة بملف السويداء في سوريا، لا سيما في ضوء الاتفاق الأردني – الأميركي – السوري الأخير حول إعادة ترتيب الوضع هناك، وهو ملف يُولي له اهتمامًا خاصًا، خصوصًا في ظل موقف الشيخ حكمت الهجري، المرجعية الدينية الأبرز لدروز السويداء، والذي يُقال إنه غير مرتاح لهذا الاتفاق".
ويشير بيرم إلى أن "جنبلاط كان قد قام سابقًا بخطوات تواصل دولية في هذا الاتجاه، من خلال إرسال موفدين، وكانت لديه مهمة البحث عن تشكيل لجنة تحقيق دولية في أحداث السويداء، بالتنسيق مع ممثلي الأمم المتحدة في لبنان. فهذه التحركات تعكس تركيزه الحالي على ملف السويداء أكثر من انخراطه في أي مشروع سياسي داخلي لبناني".
ويختم بيرم بالقول إن "الصمت الإعلامي الذي رافق اللقاء، وعدم صدور أي توضيح من الجانبين، يعزّز الانطباع بأن اللقاء جاء في سياق التشاور المستمر والعلاقات القائمة، دون أن يكون هناك ما يستدعي قراءته سياسيًا بشكل استثنائي في الوقت الراهن".