كشف عضو المكتب السياسي في حركة "حماس"، غازي حمد، تفاصيل محاولة إسرائيل اغتيال وفد الحركة المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي، في هجوم صاروخي استهدف مكان الاجتماع بعد أقل من ساعة من انعقاده.
وقال حمد، في مقابلة مع قناة "الجزيرة"، إن الوفد كان يدرس مقترحاً أميركياً مع بعض المستشارين حين باغتهم القصف، موضحاً أن أكثر من 12 صاروخاً سقطت في أقل من دقيقة على الموقع، ما جعل القادة يتعاملون بسرعة مع الموقف ويغادرون المكان تفادياً للاستهداف المباشر. وأشار إلى أن قوة الضربات جعلت اللحظات "بالغة الصعوبة"، لكنه أكد أن المستهدفين تمكنوا من النجاة.
واتهم حمد الولايات المتحدة بالتواطؤ مع إسرائيل في ما سماه "تدمير غزة وطمس معالم الحياة فيها"، معتبراً أن ما جرى في الدوحة "يثبت أن واشنطن ليست وسيطاً نزيهاً"، بل شريك في "المخطط الدموي الإسرائيلي".
وأضاف، "ترامب سمح لإسرائيل بتنفيذ العملية بعد ساعات من تسليمه مقترحاً عبر الوسطاء القطريين، ولم يتدخل لمنع الهجوم على أرض قطر، الحليف الإستراتيجي لواشنطن".
وأكد أن حماس لمست تلاعباً أميركياً واضحاً خلال وساطة المبعوث ستيف ويتكوف، قائلاً: "لم تحترم واشنطن وعودها ولا كلامها، بل غيّرت مقترحاتها بشكل مستمر لخدمة إسرائيل".
وشدد حمد على أن ما جرى "امتحان للأمة العربية والإسلامية"، وقال إن القصف في قلب الدوحة "رسالة إلى القاهرة والرياض وبغداد وعمّان أن هذه العواصم ليست بعيدة عن الانفلات الإسرائيلي المدعوم أميركياً".
وأردف: "نتنياهو المطلوب للجنائية الدولية يتحدث علناً عن تغيير شكل الشرق الأوسط ويهدد بقصف كل عاصمة عربية".
ودعا العرب والمسلمين والمجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياتهم لوقف "غطرسة" إسرائيل، مؤكداً أن المقاومة ليست وحدها في المواجهة.
ورداً على تهديدات ترامب من مغبة المساس بالأسرى الإسرائيليين، قال حمد إن الحركة "لا تأخذ تعليمات من ترامب ولا تهتم لتهديداته"، مشدداً على أن "من يقصف غزة بوحشية هو من يهدد حياة الأسرى".
وأوضح أن الإدارة الأميركية "لم تكن يوماً جادة في أي وساطة"، بل "دفعت إسرائيل لمواصلة الحرب بدلاً من دفعها نحو صفقة لاستعادة أسراها".
ويعد هذا الظهور الإعلامي الأول لحمد بعد الهجوم الذي استهدف اجتماع وفد حماس المفاوض في الدوحة في التاسع من أيلول الجاري، والذي أدى إلى استشهاد عسكري قطري وخمسة فلسطينيين، فيما أثار القصف موجة تنديد واسعة باعتباره اعتداءً على أرض دولة خليجية صديقة للولايات المتحدة.
الـــمــــزيــــــــــد
