أعلنت الكتلة الوطنية السورية رفضها القاطع للاتفاق الثلاثي الذي وقّعته السلطة في دمشق مع الولايات المتحدة والأردن، معتبرةً أنه يتجاوز صلاحيات أي حكم مؤقت ويكرّس تقسيم البلاد عبر وضع الجنوب السوري تحت الوصاية الأميركية.
وشدّدت الكتلة، في بيانها، على تأييد موقف أهالي السويداء الرافض لما سُمّي بـ"خارطة الطريق"، مؤكدةً الوقوف إلى جانبهم في رفض أي اتفاق يمسّ وحدة سوريا وسيادتها الوطنية.
كما جدّدت الكتلة الوطنية رفضها المبدئي لأي اتفاق مع إسرائيل، مؤكدةً أن أي شكل من أشكال التفاوض أو التعاون معها مرفوض تماماً، ومشددةً على تحرير كامل الأراضي السورية المحتلة بالوسائل المنصوص عليها في القوانين والمواثيق الدولية.
ورفض البيان منح السلطة في دمشق لواشنطن أي صفة تمثيلية باسم سوريا في اجتماعات مع إسرائيل، مؤكداً أن أي اتفاق أمني مع "العدو"، سواء في الجنوب أو في أي منطقة سورية أخرى، غير مقبول. كما شدّد على المطالبة بالسيادة الوطنية الكاملة ورفض أي تدخل أجنبي.
وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، قد كشف عن وضع الحكومة السورية "خارطة طريق" واضحة للتعامل مع أحداث السويداء، مشيراً في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي إلى سوريا توماس برّاك، في دمشق الثلاثاء، إلى أنّ هذه الخارطة تقوم على خطوات عملية بدعم من الأردن والولايات المتحدة.
ويُذكر أن شخصيات سورية أعلنت قبل أكثر من أسبوع تأسيس "الكتلة الوطنية السورية"، مؤكدةً أنّ هدفها بناء دولة مدنية ديمقراطية تقوم على المواطنة والعدالة الاجتماعية، تحت شعار "الدين لله والوطن للجميع".
وفي بيانها التأسيسي، شدّدت الكتلة على أن اجتماعها جاء "لوضع حد لإعادة إنتاج الديكتاتورية بثوب قديم جديد"، داعيةً إلى "بناء دولة المواطنة الكاملة والمتساوية في سبيل السيادة والحرية الحقيقية".