وفي هذا السياق، يوضح عضو تكتّل "لبنان القوي" النائب جورج عطالله، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أبعاد هذا الموقف، مؤكدًا أنّه "من حيث المبدأ، لا يوجد أي مانع رسمي أو مبدئي من التعاون مع أي طرف لبناني، طالما أنّ هذا التعاون يتمّ ضمن الثوابت السياسية والقناعات التي نتمسّك بها، وبما يخدم المصلحة الانتخابية، فبطبيعة الحال، عندما يتم التعاون، يجب أن يكون مبنيًا على إمكانية تحقيق فوز وتعزيز هذا الفوز، وإذا توافرت هذه الشروط مع أي فريق، فمن الطبيعي أن يحصل التعاون، لأنّ هذا الأمر ينطبق على جميع الأطراف السياسية".
وعن الموقف الدولي من حزب الله، يقول عطالله: "في نهاية المطاف، هذا الحزب هو جزء من النسيج اللبناني، وليس خارج الإطار الوطني، إلا إذا جرى اقتطاع جزء من لبنان الذي يترشّح فيه، هم لبنانيون ومن ضمن الكيان اللبناني، وبالتالي لا يوجد ما يمنع التعاون أو التحالف معهم بطبيعة الحال".
وردًّا على سؤالٍ حول ما إذا كان التحالف مع حزب الله يعزّز موقعه الداخلي، يرى عطالله أنّ "هذا الموضوع لا يُقارب بهذا الشكل، لأنّ المنطق الانتخابي والقانون الطائفي القائم يفرضان واقعًا معيّنًا، ففي بعض الدوائر هناك مزيج من المسيحيين والشيعة، وبالتالي، فإنّ أيّ لائحة انتخابية تحتاج إلى أن تمثّل كامل مكوّنات المنطقة، ومن الطبيعي، إذًا، أن نسعى إلى تشكيل لائحة تعبّر عن مختلف الشرائح، وليس عن فئة واحدة فقط".
ويضيف: "من ناحية أخرى، نحن نؤكّد دائمًا على ضرورة الوعي لمصلحة البلد، وبالطبع، هناك بُعد سياسي أوسع يرتبط بموضوع السلاح، وموقفنا منه واضح، كل سلاح يجب أن يكون تحت كنف الدولة، والعمل يجب أن يتجه بهذا الاتجاه تحديدًا، هذا ما نطالب به، وهو ما تكرّس في الخطاب الرئاسي والبيان الوزاري للحكومة".
ويشدّد عطالله على أنه "اليوم، بعد حرب الإسناد، تغيّر الوضع ولم يعد كما كان سابقًا، وقد تراجعت إلى حدّ ما قوة الردع، وهذا بات واضحًا بالنسبة إلينا، أمّا في ما يتعلّق بتمثيل الناس، فهو أمر أساسي لا يمكن اختصاره أو إقصاء أيّ مكوّن يتمتّع بحضور شعبي في منطقته، في النهاية، هؤلاء لبنانيون، ولهم الحق في الترشّح والتمثيل، تمامًا كما لأيّ طرف آخر، ولا يجوز مقاربة هذا الحق بمنطق الإقصاء أو الاستبعاد".