ويرى ملاعب، أنّه "ليست جديدة الاستراتيجية الإسرائيلية القائمة على مبدأ، إن لم تنفع القوة، فالمزيد من القوة قد ينفع، فقد قابلت إسرائيل مواقف لبنان الرسمية، وكلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لقائد الجيش العماد رودولف هيكل بالتصدّي لأيّ توغّلٍ إسرائيلي، بسلسلةٍ أوسع من الغارات الجوية وقذائف المدفعية التي استهدفت مناطق قريبة من كفركلا والعديسة وسواها، إلا أنّه لم يحصل أيّ توغّلٍ بريّ، فالردّ الإسرائيلي لم يكن ميدانيًّا فقط، بل جاء أيضًا من خلال المبعوث الأميركي توم باراك، الذي دعا رئيس الجمهورية إلى الاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتفاوض حول نزع سلاح حزب الله".
ويؤكّد أنّ "هذا الطرح يُظهر جهل باراك بطبيعة الصراع، إذ إنّ التفاوض يجب أن يتم حول انسحاب الاحتلال من الأراضي اللبنانية المحتلة، لا حول الشأن الداخلي اللبناني، كما وصف باراك لبنان بأنه دولة فاشلة، من دون أن يسأل نفسه عن أسباب هذا الفشل، وفي مقدّمتها استمرار الاحتلال الذي ولّد مقاومة أصبحت مع الوقت أقوى من الدولة، مستفيدة من عناصر خارجية، والسؤال هنا، من سمح لهذه العناصر الخارجية بأن تُزوّد المقاومة بمئة ألف صاروخ؟ إسرائيل التي تستطيع رصد محرّك دراجةٍ نارية في أيّ مكان وتدميره خلال لحظات، ماذا كانت تفعل طوال السنوات الماضية في سوريا؟ وكيف عبرت هذه الصواريخ؟"
ويضيف: "على باراك أن يتذكّر أنّ سياسة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما هي التي سمحت بالتوغّل الإيراني في الدول العربية، وهي التي مكّنت طهران من بسط نفوذها على أربع عواصم عربية، كما قال أحد المسؤولين الإيرانيين يومًا، نعم، لبنان يعاني من فشلٍ بنيوي، لكن هذا الفشل بدأ حين مُنع عام 2008 من الاستفادة من خط الغاز العربي الذي وصل إلى حمص ثم طرابلس، بقرارٍ سياسي أميركي، وليس نتيجة قانون قيصر أو غيره".
ويعتبر أنّ "ما نشهده على الأرض اليوم هو موافقة أميركية ضمنية على الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية التي وُضعت بعد حرب 2006، والقائمة على مبدأ أنّ الدفاع عن إسرائيل يتمّ خارج حدودها، أي إنّ أيّ مصدر تهديدٍ لإسرائيل، أينما كان في اليمن أو إيران أو العراق أو سوريا أو لبنان يحقّ لإسرائيل استهدافه، ولم نرَ يومًا استنكارًا أميركيًا واحدًا لأيّ اختراقٍ أو تصعيدٍ إسرائيلي في المنطقة، ما يجعل المشكلة الأساسية ليست فقط مع إسرائيل، بل مع تبنّي الولايات المتحدة الكامل لاستراتيجيتها في الدفاع عن نفسها عبر الاعتداء على أراضي الآخرين".