المحلية

ليبانون ديبايت
السبت 20 أيلول 2025 - 12:21 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

اشارات ايجابية الى حزب الله... تحوّل مرتقب في المشهد اللبناني؟

اشارات ايجابية الى حزب الله... تحوّل مرتقب في المشهد اللبناني؟

"ليبانون ديبايت"

في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة، والتوترات المتصاعدة على الحدود الجنوبية، بدأت تتشكل ملامح مسار سياسي جديد في لبنان، تقوده مؤشرات إيجابية في العلاقة بين السعودية وحزب الله، برعاية إيرانية غير مباشرة، ما يفتح الباب أمام تهدئة داخلية قد تشكل رافعة لمواجهة التحديات الإقليمية وعلى رأسها التهديدات الإسرائيلية.

وفي هذا الإطار، يوضح الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن مواقف أمين عام حزب الله جاءت عقب اتصالات غير مباشرة جرت بين السعوديين وحزب الله، إلى جانب دور إيراني فاعل في هذا السياق، ولا سيما من خلال زيارة أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى السعودية. لذلك، لا يعتبر قصير أن موقف حزب الله يمثل "تراجعًا" أو "تكويعة"، بل هو مبادرة جدية تستند إلى معطيات واتصالات ورسائل إيجابية تلقاها الحزب من أوساط سعودية، في سياق مواجهة خطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة، حيث يواجه العرب مشروعًا إسرائيليًا كبيرًا يتطلب تصفير الأزمات الداخلية وتوحيد الجهود لمواجهته.


ويشدد، استنادًا إلى معلوماته، على أن قيادة حزب الله تلقت إشارات إيجابية من أوساط دبلوماسية سعودية، إضافة إلى تشجيع إيراني واضح للسير في هذا الاتجاه.


وبخصوص الزيارة المفاجئة التي قام بها مستشار وزير الخارجية السعودي للشأن اللبناني، الأمير يزيد بن فرحان، إلى لبنان ولقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، يؤكد قصير أنه لا يملك معطيات تفصيلية حولها، لكنه يتوقف عند توقيتها اللافت، ويعتبرها ذات دلالات سياسية مهمة. ويؤكد بالمقابل، وفق معلومات موثوقة، أن السعودية أرسلت رسائل إيجابية للطائفة الشيعية وحزب الله، ما يجعل تصريحات الشيخ نعيم قاسم الأخيرة منسجمة مع هذا المناخ، وليست خارجة عن سياقه.


أما عن انعكاس هذا التقارب على الأجواء السياسية في لبنان، فيلفت قصير إلى أن ما أعقب جلسة الحكومة في 5 أيلول شكل مرحلة من الهدوء الداخلي اللافت، بالرغم من المواقف التصعيدية للبعض، معتبرًا أننا أمام مسار جديد بدأ يتشكل بعد هذا التاريخ، يركّز على الضغط في اتجاه فرض وقف لإطلاق النار مع إسرائيل، وهو ما تُرجم في موقف "الثلاثاء الثلاثي" عقب العدوان الإسرائيلي الأخير.


وعن الأصوات النقدية لحزب الله، يرى قصير أنها شهدت تراجعًا ملحوظًا مقارنةً بالمراحل السابقة، مؤكدًا أننا أمام واقع داخلي وخارجي جديد يتطلب مواقف متقدمة ومسؤولة من كل الأطراف، بما فيها الجهات السياسية التي تعارض حزب الله. وفي هذا السياق، يشير إلى أن كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في ذكرى شهداء القوات لم يكن سلبيًا بالمطلق، إذ وجه رسائل إيجابية للطائفة الشيعية، كما أن تصريحات سامي ونديم الجميل جاءت خالية من التصعيد المعتاد.


وبتقديره، فإننا أمام مرحلة جديدة أكثر إيجابية، وأن أصوات النشاز ستتراجع لصالح أصوات الحوار والتواصل الداخلي، في سبيل مواجهة التحديات الكبرى المحدقة بالمنطقة.


وعن إمكانية أن تلعب السعودية دورًا في كبح جماح العدوان الإسرائيلي على لبنان، يعتقد قصير أن المسألة لا تتعلق بالرياض فقط، بل إن فرنسا ودولًا أخرى لا مصلحة لها اليوم في أي حرب إسرائيلية جديدة، تعمل بدورها على تعزيز الاستقرار اللبناني. لكن المشكلة، برأيه، تكمن في أن العدو الإسرائيلي يتصرف خارج أي سياق دبلوماسي، ويُظهر نفسه كالقوة الأكبر في المنطقة.


ويختم قصير بالتأكيد أن أي عدوان واسع على لبنان ستكون له عواقب خطيرة ليس فقط على حزب الله بل على الوضع اللبناني برمّته، ولذلك تتحرك السعودية وفرنسا في محاولة لمنع الانزلاق نحو الحرب، رغم الغموض الأميركي في هذا الملف. ويأمل أن تنجح الجهود القائمة في تجنيب لبنان والمنطقة مزيدًا من التصعيد.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة