يتواصل الهجوم الإسرائيلي، اليوم السبت، في قطاع غزة، حيث أفادت "العربية" أن مناطق متفرقة في مدينة غزة تشهد قصفاً جوياً عنيفاً وغير مسبوق، بالتزامن مع تقدم الدبابات الإسرائيلية في محيط شارع الجلاء وحي الشيخ رضوان، في خطوة هي الأولى من نوعها داخل أحد أبرز شوارع المدينة الرئيسية.
وأفادت مصادر طبية في غزة بمقتل 51 فلسطينياً بنيران إسرائيلية، بينهم 43 قتيلاً في مدينة غزة وحدها.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل حالتي وفاة جديدتين بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 442 قتيلاً، بينهم 147 طفلاً، مؤكدة أنّ الأزمة الإنسانية تتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، وداعية المجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة إلى التدخل العاجل.
من جهته، كشف موقع "واللا" العبري أن الجيش الإسرائيلي صعّد خلال الساعات الماضية عملياته في مدينة غزة، مشيراً إلى أنّ العملية باتت في مراحل متقدمة، إذ تشارك فيها 3 فرق عسكرية في وقت واحد. ونقل الموقع عن ضباط إسرائيليين أن "التقدم تجاوز توقعات القيادات".
في موازاة ذلك، أفاد الدفاع المدني في غزة بأن نحو 450 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة نحو جنوب القطاع منذ بدء العملية البرية في نهاية آب، بينما قدّر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عدد النازحين بـ 480 ألفاً.
على الصعيد الدولي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن على الدول عدم الخضوع لتهديدات إسرائيل بالانتقام بسبب الاعترافات بالدولة الفلسطينية، معتبراً أنّ تل أبيب ستستمر في سياساتها "بغض النظر عما يتم القيام به". وأكد أن ما يحدث في غزة هو "الأسوأ" الذي شاهده في فترة ولايته وربما في حياته، مشدداً على أنّ هناك تصعيداً متعمداً لتدمير غزة وفرض ضم تدريجي للضفة الغربية.
بدوره، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطين يوم الاثنين المقبل، بالتزامن مع انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، موضحاً أن هذه الخطوة جزء من خطة سلام شاملة. كما أكدت الخارجية الفرنسية أنّ الاعتراف "ليس مجرد خطوة رمزية".
وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الخارجية البرتغالية أنها ستعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية يوم الأحد المقبل، قبيل انعقاد الجمعية العامة، في خطوة ستتخذها أيضاً نحو 10 دول أخرى. وأوضحت البرتغال أن القرار جاء بعد مشاورات مع الشركاء الدوليين، وفي ضوء الأوضاع الإنسانية المأساوية في غزة.
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقال إنه لم يطّلع بعد على تقرير لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة، الذي خلص لأول مرة إلى أنّ إسرائيل ارتكبت "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في غزة. وأضاف: "أحداث السابع من تشرين الأول كانت إبادة جماعية أيضاً"، على حد وصفه.
وكان تقرير اللجنة قد أكد أنّ قادة إسرائيليين كبار "حرّضوا على الإبادة"، مشيراً إلى أن هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023 أسفر عن مقتل 1219 شخصاً وفق الأرقام الرسمية الإسرائيلية، فيما أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة بحياة أكثر من 65 ألف شخص في غزة، معظمهم من المدنيين، بحسب بيانات الهيئات الصحية.
ومنذ اندلاع الحرب، نزح معظم سكان غزة، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى مناطق أخرى داخل القطاع.