اقليمي ودولي

العربية
الثلاثاء 23 أيلول 2025 - 14:43 العربية
العربية

من الجزائر 1988 إلى نيويورك 2025... مسار الاعتراف الدولي بفلسطين

من الجزائر 1988 إلى نيويورك 2025... مسار الاعتراف الدولي بفلسطين

اعترفت غالبية دول القارة الأوروبية بدولة فلسطين عبر إعلانات رسمية صدرت يوم الاثنين في نيويورك، وذلك بعد نحو عامين من الحرب المستمرة في قطاع غزة.


كانت القيادة الفلسطينية قد أعلنت قيام دولة فلسطين من المنفى في الجزائر عام 1988، في وقت تواصل إسرائيل احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة المدمَّر إلى حد كبير. ومنذ ذلك الحين، اعترفت نحو 80 بالمئة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.


ووفق إحصاء لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن 151 دولة على الأقل من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة اعترفت بفلسطين. ويوم الاثنين، أصدرت ست دول أوروبية بيانات رسمية في الأمم المتحدة لتأكيد اعترافها، وهي: فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وأندورا وموناكو. وقد جاءت هذه الخطوة بعد إعلان كل من المملكة المتحدة وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها الأحد.


وتضم قائمة الدول المعترفة بفلسطين روسيا، والدول العربية، وكل دول إفريقيا تقريباً، ومعظم دول أميركا اللاتينية، بالإضافة إلى الغالبية العظمى من الدول الآسيوية، بما فيها الهند والصين.


كانت الجزائر أول دولة تعترف رسمياً بفلسطين في 15 تشرين الثاني 1988، بعد دقائق من إعلان زعيم منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطينية مستقلة. وفي الأسابيع والأشهر التي تلت، حذت عشرات الدول حذوها.


كما شهد أواخر العام 2010 ومطلع 2011 موجة جديدة من الاعترافات.


أما بعد اندلاع الحرب على غزة إثر هجوم 7 تشرين الأول 2023، فقد دفعت التطورات 13 بلداً آخر إلى الاعتراف بدولة فلسطين.


حتى الآن، هناك 39 دولة على الأقل لا تعترف بفلسطين، في مقدمها إسرائيل والولايات المتحدة، إلى جانب حلفاء لهما. وترفض حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة الدولة الفلسطينية بشكل قاطع، وقد صوّت البرلمان الإسرائيلي عام 2024 ضد إنشائها.


وفي آسيا، لم تعترف كل من اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة بفلسطين، وفي إفريقيا الكاميرون، وفي أميركا اللاتينية بنما، إضافة إلى معظم دول أوقيانوسيا.


وتُعتبر أوروبا القارة الأكثر انقساماً، حيث تتوزع دولها بنسبة تقارب 50-50 بين الاعتراف وعدم الاعتراف بفلسطين. وحتى منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، كانت الدول المعترفة في أوروبا محصورة بتركيا ودول الكتلة السوفياتية السابقة، باستثناء السويد التي اعترفت عام 2014.


لكن الحرب في غزة غيّرت المشهد؛ إذ اعترفت كل من النرويج وإسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا بفلسطين عام 2024، لتلتحق بها لاحقاً المملكة المتحدة والبرتغال. مع ذلك، لا تزال دول وازنة مثل إيطاليا وألمانيا ترفض الاعتراف.


يصف رومان لوبوف، أستاذ القانون الدولي في جامعة "إكس مارسيّ" جنوب فرنسا، الاعتراف بفلسطين بأنه "من أعقد المسائل في القانون الدولي"، مشيراً إلى أن الدول حرة في اختيار توقيت الاعتراف وشكله، مع غياب أي "مكتب لتسجيل الاعترافات".


وأوضح لوبوف أن الاعتراف لا يعني إنشاء الدولة بالضرورة، كما أن عدم الاعتراف لا يمنعها من الوجود، لكنه يظل خطوة تحمل ثقلاً رمزياً وسياسياً كبيراً. ويؤكد أن ثلاثة أرباع دول العالم تعتبر أن فلسطين تمتلك كل مقومات الدولة.


وفي مقالة نشرها المحامي والأستاذ الفرنسي-البريطاني فيليب ساندز في صحيفة نيويورك تايمز في منتصف آب 2025، كتب: "أعلم أن الأمر يبدو رمزياً للكثيرين، لكنه فعلياً بمثابة تغيير في قواعد اللعبة"، مضيفاً: "لأنك بمجرد الاعتراف بدولة فلسطينية، فإنك تضع فلسطين وإسرائيل على قدم المساواة من حيث المعاملة بموجب القانون الدولي".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة