أكد الباحث الإسرائيلي يوئيل غوزانسكي أن توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان هذا الأسبوع يحمل رسائل سياسية مباشرة إلى إسرائيل، في ظل التوتر الإقليمي المتصاعد، رغم أن الاتفاق لا يشكل – وفق تعبيره – "تحولاً إستراتيجياً" في طبيعة العلاقة بين البلدين.
غوزانسكي، وهو خبير في شؤون الخليج بمعهد دراسات الأمن القومي (INSS) في جامعة تل أبيب، أوضح في مقال نشرته يديعوت أحرونوت أن القوات الباكستانية موجودة في السعودية منذ عقود، ويبلغ عددها نحو 1500 – 2000 جندي، يعملون في مهام تدريبية واستشارية وأمنية.
وأشار إلى أن باكستان درّبت آلاف الجنود السعوديين وأرسلت وحدات عسكرية إلى المملكة في أوقات الأزمات، ما يعكس تاريخاً من التعاون الوثيق.
رغم أن الاتفاق لم يتطرق إلى التعاون النووي، لفت غوزانسكي إلى أن التلميحات المستمرة منذ سنوات بشأن "مظلة نووية" باكستانية للسعودية لا تزال تثير التكهنات. فإسلام آباد تؤكد أن ترسانتها النووية مخصصة لردع الهند فقط، لكن الرياض قد تنظر إليها كورقة دعم إستراتيجي في المستقبل.
وربط الباحث توقيت الإعلان بالهجوم الإسرائيلي على قطر، الحليف المقرب من واشنطن، معتبراً أنه هزّ الثقة الخليجية في المظلة الأميركية. كما أشار إلى تصاعد التوتر مع إيران وتصعيد الحوثيين في اليمن، بما في ذلك صواريخ اخترقت الأجواء السعودية، ليخلص إلى أن الاتفاق يعكس محاولة الرياض تأكيد أنها ليست معزولة.
اعتبر غوزانسكي أن الاتفاق "بيان سياسي" موجه إلى إسرائيل قبل غيرها، لإظهار أن السعودية تبني بدائل أمنية وتنسق تحالفات جديدة. كما يهدف إلى طمأنة الداخل السعودي وتذكير واشنطن بأن الخليج يبحث عن خيارات أخرى لضمان أمنه.
ورغم الإعلان العلني عن "الحماية المتبادلة"، تساءل غوزانسكي عن كيفية تنفيذ الالتزامات في أوقات الأزمات، وعن نطاق التنسيق العملياتي، وما إذا كانت هناك تفاهمات غير مكتوبة بشأن الأسلحة النووية. لكنه شدد على أن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية – مثل التمويل النفطي والمساعدات المالية واستيعاب العمالة الباكستانية ومكانة الحج – تبقى ركائز أساسية في العلاقة بين البلدين.
وختم الباحث الإسرائيلي بالقول إن الاتفاق السعودي–الباكستاني "رسالة ضمن غموض إستراتيجي مستمر"، وأن على إسرائيل أن تقرأ هذه الإشارات بحذر لتجنب سوء الفهم أو تصعيد التوتر، مؤكداً أنه يظل أداة سياسية أكثر منه التزاماً عسكرياً مباشراً.