ألقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، شدّد فيها على أنّ لبنان "حسم خياره بأن يكون أرض حياة وفرح، ومنصة لهما إلى منطقته والعالم، لا بؤرة موت ومستنقع حروب".
وطالب عون المجتمع الدولي بالتحرك لوقف الاعتداءات الإسرائيلية فوراً، وانسحاب إسرائيل من كامل الأراضي اللبنانية، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وتطبيق القرار 1701 كاملاً، مشيراً إلى أنّ استمرار تفويض قوات "اليونيفيل" بالشراكة مع الجيش اللبناني يبقى أساسياً لحفظ الأمن والاستقرار في مرحلة انتقالية.
وقال عون إنّ لبنان يمثل "النموذج الوحيد للتعايش بين مسيحيين ومسلمين متساوين بالكامل"، محذراً من أنّ سقوط هذا النموذج سيؤدي إلى خطوط تماس جديدة "شرقية وغربية" في المنطقة والعالم. وأضاف، "هناك واجب إنساني في الحفاظ على لبنان لأنه إذا انهار، سقطت معه معادلة الاعتدال والتعددية".
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، دعا عون إلى وقف فوري للمآسي في غزة وإطلاق مسار سياسي جدي يقود إلى حل دائم وعادل على قاعدة حل الدولتين. كما تطرق إلى أزمة النزوح السوري، معتبراً أنها "الأكبر في التاريخ نسبة إلى عدد السكان"، مشيراً إلى مفاوضات مباشرة مع دمشق برعاية سعودية لتأمين عودة النازحين "أعزاء وآمنين".
ولفت عون إلى أنّ من أولويات الدولة إعادة إعمار القرى والبنى التحتية التي دمّرها العدوان الإسرائيلي، وتوفير الدعم والمقدرات اللازمة للجيش اللبناني للقيام بمهامه في الدفاع الحصري عن الأرض.
وعرض الرئيس الخطوات الإصلاحية التي أطلقتها حكومته، من بينها التعافي الاقتصادي، إعادة هيكلة القطاع المصرفي، مكافحة الفساد والجريمة المنظمة، تعزيز استقلالية القضاء، والانضمام إلى اتفاقيات دولية جديدة. كما أكد على تمكين الشباب والنساء وتوسيع الاستثمار في التعليم واقتصاد المعرفة.
وأعلن عون إعادة إحياء مشروع "أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار" الذي تبنته الأمم المتحدة عام 2019، مؤكداً أنّ لبنان "عاد إلى مكانه تحت شمس الأمم، ومنبراً لقيم الحرية والإنسانية".
وختم الرئيس كلمته قائلاً: "الصراع ما زال بين أن يكون لبنان أرض حياة وفرح أو بؤرة موت وحروب. نحن حسمنا قرارنا بالخيار الأول، وندائي لكم: من أجل السلام وخير الإنسان، كونوا معنا… لا تتركوا لبنان".