ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن تصريحات برّاك تقع ضمن إطار المهمة المولّج بها وهي إثارة المخاوف من حرب إسرائيلية محتملة على لبنان، ولكن ما يسأل عنه بيرم: لماذا يتلقّف السياسيون في لبنان وبعض وسائل الإعلام ذلك ليرفعوا من منسوب التهويل، ويشاركون بحماسة زائدة في هذه اللعبة لترويع الناس، بغض النظر عن صحتها من عدمه؟
ويلفت إلى أن الخوف لا يقتصر على التحذير من حرب إسرائيلية بل عن حرب من الجهة الشرقية أي سوريا، بمعنى اتفاق إسرائيلي-سوري-أميركي لضرب لبنان. ويؤكد أن برّاك مكلّف بمهمة وهي جعل حزب الله يستسلم ومن خلفه لبنان بكامله، وبالتالي لم ينجح في القيام بهذه المهمة لذلك هو اليوم يأتي بمزيد من الضغوط على لبنان من بينها الضغوط النفسية.
ويعتبر أن تشكيك برّاك بالجيش اللبناني وقدراته يدل على أن الولايات المتحدة لا تحترم أي دولة إلا من يتبع الإسرائيلي. والأميركي والإسرائيلي اليوم لم يعودا يأبهان للتفاهمات، وإلا لكانا التزما بالـ1701. فالتوجّه اليوم بعد سقوط النظام السوري هو إلى اتفاقات أمنية، فالإسرائيلي يسعى إلى ترتيبات أمنية مع الجانب السوري بشروط مذلّة، ويريد أن يفرض الأمر نفسه على لبنان.
ويعطي أمثلة صارخة عن هذا التوجّه من عدم الاعتراف بوقف إطلاق النار أو بعمل لجنة المراقبة أو الـ1701، وسط الاستمرار بالعدوان والاغتيالات، مشيراً إلى أن الـ1701 كان مفيداً للمقاومة، فهو كرّس انتصارها في الـ2006، ولو التزمت إسرائيل اليوم بوقف إطلاق النار فإن ذلك كان سيشكّل انتصاراً آخر، لا سيما أن صمود المقاومين في القرى الأمامية كان هو ما دفع إسرائيل بداية للقبول بوقف إطلاق النار.
ولكن إسرائيل نقضت الاتفاق مع سقوط نظام الأسد في اليوم التالي لوقف إطلاق النار مع لبنان، على اعتبار أن خط إمداد المقاومة قد سقط، وبالتالي هي تريد الاستفادة من ذلك للقضاء على الحزب. ويحاول الإسرائيلي اليوم فرض معادلة جديدة، فهو نقض كل الاتفاقيات السابقة ليس مع لبنان فحسب بل مع كل دول المنطقة ولا سيما مع سوريا، وهو يفرض عليها اليوم اتفاقاً جديداً ببنود مذلّة وفق البنود المسرّبة للاتفاق.