في هذا السياق، أكّد النائب بلال الحشيمي في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "إضاءة صخرة الروشة بصور لقيادات حزب الله أثارت جدلًا واسعًا في المجتمع اللبناني، نظرًا لما تحمله هذه الصخرة من رمزية وطنية خاصة، ولا سيّما في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها البلاد".
وأشار إلى أن "صخرة الروشة ليست مجرّد معلم صخري، بل تُعدّ من أبرز الرموز الوطنية والسياحية التي تمثّل لبنان على الصعيدين العربي والدولي، وتحمل مكانة خاصة في وجدان اللبنانيين، سواء المقيمين في الداخل أو المنتشرين حول العالم، من هنا، فإن استخدام هذا الرمز في سياق سياسي أو حزبي ضيّق يُعدّ تجاوزًا لما يُفترض أن يكون رمزًا جامعًا لكل اللبنانيين دون استثناء".
وتابع: "للأسف، يصرّ حزب الله على الظهور في موقع يتقدّم على الدولة ومؤسساتها، بما يوحي وكأنه فوق القانون، ويمارس سلطة موازية تفرض أجندتها على الجميع، إن رفع صور حزبية على معلم وطني بهذا الحجم لا يساهم في تعزيز الوحدة، بل يُكرّس الانقسام، ويُضعف من هيبة الدولة ورموزها، ويُعتبر استباحة واضحة للعاصمة بيروت وللمساحات التي يُفترض أن تبقى خارج الاصطفافات السياسية".
ورأى الحشيمي أن "ما جرى ليس حدثًا معزولًا، بل يندرج ضمن نهج مستمر في تهميش مؤسسات الدولة وإضعاف حضورها، في وقت نحن أحوج فيه إلى خطوات جامعة تعزز التضامن الوطني، خاصة بعد موجة التعاطف التي ولّدها العدوان الإسرائيلي على الضاحية والجنوب، والتي كان يمكن أن تُشكّل فرصة لبناء وحدة وطنية حقيقية وتخطّي الانقسامات الطائفية".
وأضاف: "حزب الله يسعى دائمًا لتوظيف مثل هذه اللحظات لترسيخ شرعيته الخاصة وتعزيز موقعه، حتى ولو جاء ذلك على حساب وحدة الدولة والمجتمع. بدل أن تُستثمر هذه المرحلة في تعزيز التلاقي بين اللبنانيين وترميم علاقات لبنان مع محيطه العربي والدولي، يصرّ الحزب على تكريس صورة تفيد بأنه الجهة المهيمنة على الدولة. فهو ما زال يتصرّف وكأن سلاحه، سواء العسكري أو الرمزي، هو المرجعية العليا، رافضًا إخضاعه لأي سلطة شرعية أو مؤسسات رسمية".
وشدّد الحشيمي على أن "هذا السلاح هو ما يمنح الحزب القدرة على فرض إرادته وتجاوز سلطة الدولة. حتى خطوة رفع صورة على صخرة الروشة، لم تكن لتتم لولا شعور الحزب بأنه محصّن بقوة سلاحه، الذي يتجاوز القانون، ويتحوّل من أداة يُفترض أن تكون موجهة للدفاع عن الوطن، إلى وسيلة لفرض الهيمنة على الداخل وتقويض السيادة الوطنية".
وعن عرض صورة تجمع الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله بالرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري على صخرة الروشة، إعتبر الحشيمي أن "ما حصل كان بمثابة مسرحية من قبل حزب الله، لأن الحقيقة معروفة، فالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان كانت قد وجّهت اتهامات مباشرة لعناصر من الحزب بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لذلك، لا يمكن استخدام صورته اليوم وكأن الحزب حليف أو نصير لنهجه، وهو الذي كان أول من طعنه".
ولفت إلى أن "محاولة استثمار رمزية الرئيس الحريري تُعدّ استخفافًا بذاكرة اللبنانيين، واستهانة بوعيهم. ومن حق الناس أن تُنبه إلى خطورة هذا الأسلوب، وأن ترفض استغلال رموز وطنية بحجم رفيق الحريري لتلميع صورة من ارتبط اسمه بهذه الجريمة."
وختم الحشيمي حديثه بتوجيه رسالة مباشرة إلى رئيس الحكومة نواف سلام، قائلاً :"لم يعد يُجدي نفعًا لا الاعتكاف ولا الاستقالة، المطلوب اليوم موقف حاسم لحماية الدولة ومؤسساتها،الدولة لا تُحمى بالشعارات، بل بالفعل، من خلال المحاسبة وتحمل المسؤوليات، كل تأخير أو تردّد هو بمثابة هدية مجانية للمتربصين بالدولة، لبنان ليس ملعبًا لأحد، وحان الوقت لتثبيت أن القرار للدولة، وللدولة وحدها".