المحلية

محمد المدني

محمد المدني

ليبانون ديبايت
الاثنين 29 أيلول 2025 - 07:10 ليبانون ديبايت
محمد المدني

محمد المدني

ليبانون ديبايت

توم برّاك يفضح "الدولة"

توم برّاك يفضح "الدولة"

"ليبانون ديبايت" - محمد المدني


أثارت تصريحات الموفد الأميركي توم برّاك جدلاً واسعاً في لبنان، فهل جاءت عن حب للبنان وحرص على استقراره، أم لخدمة مصالح اميركا وإسرائيل؟ لكن رغم هذا الخلاف في التفسير، هناك حقيقة لا جدال فيها وهي أن برّاك وضع إصبعه على الجرح، وسمّى الأشياء بأسمائها. فالدولة اللبنانية عاجزة والجيش اللبناني مكبّل والمشهد السياسي مشلول أمام تمدد حزب الله.

ولم يكتفِ برّاك بالملاحظات العامة، بل وصف الجيش بأنه "منظمة جيدة لكنها غير مجهّزة"، مطالباً الحكومة بالإعلان عن نيتها نزع سلاح حزب الله. قد يُنظر إلى هذه التصريحات كنوع من الضغط السياسي، وربما ابتزاز، لكنها تعكس واقعاً معروفاً وهو أن الدولة اللبنانية بلا قرار موحّد والجيش بلا وسائل كافية للقيام بما مطلوب منه.


هذه الحقيقة تجسّدت بوضوح في حادثة صخرة الروشة، التي لم تكن مجرد حادث عابر، بل رسالة سياسية واضحة من حزب الله مفادها أنّه قادر على فرض حضوره حتى في قلب العاصمة بيروت. الجيش، من جانبه، تعامل بحذرٍ شديد، مدركاً أن أي خطوة خاطئة قد تفجّر الشارع. هنا يتضح الرابط بين كلمات برّاك والواقع اللبناني، وهو أن الضعف المؤسسي للدولة يترك الجيش في موقف صعب، ويجعل أي تحرك مضاد محدود النتائج.


في السياق نفسه، كان ردّ حزب الله على تصريحات براك سريعاً وحازماً، مؤكداً أن الضغوط الأميركية لن تغيّر شيئاً. الحزب أراد القول إن وجوده العسكري والسياسي ليس مطروحاً للنقاش، وأن أي محاولة لدفع الجيش إلى مواجهة المقاومة محكومة بالفشل. هذه الرسالة تعكس بوضوح معادلة الأمن القومي التي يعتبر الحزب نفسه جزءاً منها، وتظهر مدى التفاف الواقع السياسي اللبناني حول هذه القوى، حتى داخل العاصمة نفسها.


من هنا، يتضح أن الحقيقة التي كشفها برّاك ولو من زاوية مصالحه هي أن الدولة اللبنانية تركت الجيش مكشوفاً. الأميركيون يرفضون تزويده بالسلاح النوعي، والسياسيون يفرضون عليه قيوداً متناقضة والنتيجة أن المؤسسة العسكرية تحظى بالثقة الشعبية لكنها محرومة من القرار والقدرة على الفعل، مما يعزز شعور اللبنانيين بعجز الدولة عن حماية نفسها ومؤسساتها.


لذلك، سواء كان برّاك صادق النية أم لا، فقد كشف الواقع اللبناني بوضوح. اللبنانيون يعرفون أن بلدهم أسير الانقسام والوصاية، لكن أن يأتي التشخيص من الخارج فهو جرس إنذار إضافي. فإما إعادة هيبة الدولة ودور الجيش، أو الاستمرار كرهائن في لعبة المحاور حتى الانهيار.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة