"ليبانون ديبايت"
لم تمر الأحداث الأخيرة في بيروت بلا ارتدادات سياسية وأمنية. فقد عبّر الموفد الأميركي توم باراك عن استياء واضح من أداء المؤسسة العسكرية اللبنانية في التعامل مع التوترات الميدانية، ملمّحاً إلى أنّ الجيش لم يتشدّد بما يكفي في فرض الاستقرار على الأرض.
في المقابل، أبدت أوساط عسكرية انزعاجها من محاولات الخارج، وخصوصاً واشنطن، تحميل الجيش وحده مسؤولية الانفلات الأمني، مؤكدة أنّ المؤسسة تتحرّك ضمن هامش محدود ترسمه التوازنات السياسية الداخلية، وأن أي قرار حاسم يتطلّب غطاءً سياسياً جامعاً بعيداً عن التدخل الدولي المتزايد.
هذا التباين بين رسائل الموفد الأميركي وموقف الجيش يعكس مأزقاً أكبر يتلخص بأن الولايات المتحدة الأميركية تريد من المؤسسة العسكرية أن تلعب دور الشرطي الكامل في مواجهة الفوضى، فيما الجيش يعتبر نفسه مكبّلاً بغياب القرار الوطني الموحد والدعم السياسي.
والنتيجة أنّ "عدم الرضى" يتكرّس على خط واشنطن–اليرزة، الأميركيون يعتبرون أنّ الجيش لم يقم بالدور المطلوب، فيما قيادة الجيش ترى أن الضغوط الخارجية غير منطقية ولا تراعي هشاشة الوضع الداخلي.
الـــمــــزيــــــــــد
