في هذا الإطار، وصفت رئيسة رابطة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي، الدكتورة نسرين شاهين، الخطة بأنها "تخبط جديد يضاعف الفاقد التعليمي بدل معالجته".
وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أوضحت شاهين أن الأساتذة فوجئوا بفرض الخطة "بالباراشوت" في اللحظة الأخيرة، من دون إشراكهم في إعدادها أو منحهم الوقت الكافي لدراستها وفهم آلياتها، رغم أنهم الأقدر على تشخيص مشاكل التلامذة.
وأضافت: "وزارة التربية وعدت بأن الخطة ستعتمد على تقسيم الصفوف إلى مستويات، وأن المواد والأنشطة ستكون متاحة بسهولة، لكن ما يحصل على الأرض مغاير تمامًا". وواجه الأساتذة صعوبة في الوصول إلى المواد بسبب غياب الإنترنت ووسائل العرض داخل المدارس، بالإضافة إلى نقص التجهيزات الأساسية مثل شاشات العرض وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
وأكدت شاهين أن مضمون الخطة يعاني من إرباك كبير: "في صف فيه 35 أو حتى 55 تلميذًا، كيف يمكن تقسيمهم إلى مجموعات بحسب المستوى وشرح الدروس بخمس طرق مختلفة خلال 45 دقيقة؟ النتيجة أن الجميع يدرّس على مستوى واحد، غالبًا المستوى الأضعف، ما يظلم المتفوقين". وأشارت إلى أن الخطة حولت جميع الصفوف إلى "صفوف دامجة عالطحشة" من دون أساتذة مساعدين، ما يضرّ بالطلاب الموهوبين كما بالمتعثرين. وأضافت: "حتى الأنشطة المطروحة متدنية لدرجة مثيرة للسخرية، فهل يُعقل أن يُطلب من تلاميذ الصف الخامس الأساسي حفظ الأعداد من واحد إلى خمسين؟".
وتطرقت شاهين إلى تضارب واضح في توزيع الأدوار: "الأساتذة وجدوا أنفسهم يقومون بكل شيء، من الدخول إلى المنصات وتحضير الأنشطة وتوزيعها، فيما النظار وعمال المكننة تنصّلوا من مسؤولياتهم". كما نبهت إلى أن الخطة تفرض على أساتذة العلوم دعم أساتذة الرياضيات، وهو ما اعتبرته "عبثًا تنظيمياً" يضاعف الأعباء.
وأضافت: "الخطة وُضعت أصلاً للمدرسة الصيفية عام 2020/2021، لكن بما أن الوزارة لا تريد دفع بدل أتعاب للأساتذة في الصيف، أعادت تدويرها وفرضتها مجانًا. النتيجة أن المتعاقدين يتحمّلون عملاً إضافيًا هائلاً بلا أي مقابل، فيما الوزارة نفسها ترفع شعار: لا عمل من دون أجر".
وتساءلت شاهين: "هل الهدف من هذه الخطة فعلاً معالجة الفاقد التعليمي، أم أنها مجرد وسيلة لتغطية غياب الكتب المدرسية هذا العام؟ وهل تدرك الوزارة أن خسارة تسعة أسابيع من البرنامج التعليمي الأساسي ستؤدي إلى فاقد جديد أكبر بكثير؟"
وختمت شاهين بالقول: "ما يجري ليس خطة تربوية بل حالة تخبط. المطلوب تدخل سريع لتأمين فريق عمل تربوي وتجهيزات لوجستية حقيقية، وإلّا سنكون أمام عام دراسي يبدأ بهدر تسعة أسابيع ثم ينهار بالكامل. إنقاذ التلامذة من الضياع مسؤولية وطنية قبل أن تكون تربوية".