نشرت صحيفة كيهان الإيرانية، المقرّبة من مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، مقالاً للكاتب والصحافي جعفر بلوري، تناول فيه احتمال اندلاع مواجهة جديدة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، معتبرًا أن هذا الاحتمال "مرجّح جداً" في ظل التطورات الاقتصادية والأمنية التي تشهدها البلاد.
أوضحت الصحيفة أن حالة الارتباك الاقتصادي الراهنة في إيران تُعد استمراراً لتأثيرات "الحرب التي استمرت 12 يوماً" بين إيران وإسرائيل، معتبرة أن "الهجوم الاقتصادي والمعيشي على الشعب الإيراني" جزء من الحرب المستمرة بأدوات مختلفة، من العقوبات إلى الحملات الإعلامية.
وجاء في المقال: "لو لم تكن المواجهة الجديدة محتملة، لما شنّ الأعداء هذا الهجوم الواضح على معيشة الناس مستخدمين أدوات الحظر وآلية الزناد والإعلام والقنوات التلغرامية".
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل غير قادرة بمفردها على خوض مواجهة مع إيران، ولذلك استعانت خلال الحرب السابقة بالولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لتكثيف الضغط على طهران.
وأضافت أن "عقيدة بن غوريون" والتحولات الإقليمية الأخيرة تظهر أن احتمال تجدد المواجهة لا يزال قائماً، خصوصاً مع استمرار إسرائيل في "استراتيجية التفكيك الداخلي" ضد إيران.
وحذّر المقال من أن ما يجري هو "استنساخ للنموذج السوري" عبر محاولة استغلال أي اضطرابات داخلية لتحويلها إلى أداة لتفكيك البلاد، مؤكداً أن هذا "جزء من الاستراتيجية الشاملة للعدو".
وأشار بلوري إلى أن "الكيان الصهيوني اعترف بأن المرحلة النهائية في خطته العدوانية ضد إيران تعتمد على إشعال الداخل الإيراني".
وأضافت الصحيفة أن العالم يقف على أعتاب "منعطف تاريخي وتشظٍّ خطير"، داعية السلطات الإيرانية إلى تعزيز القدرات الدفاعية والعسكرية، وتبني سياسة "الاقتصاد المقاوم"، تحضيراً لما وصفته بـ"الحرب المركبة" التي يشنها الأعداء.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان الذي قال إن "من يعتقد أن القضية مع إيران قد انتهت فهو مخطئ"، مؤكداً أن طهران "تواصل يومياً تعزيز قدراتها الدفاعية".
وختمت كيهان مقالها بالقول إن الدول التي تقف في قلب الأزمات والتحولات الإقليمية "لا تملك ترف الانتظار"، مؤكدة أن على إيران أن تكون فاعلة في صنع مستقبلها، لأن "المستقبل لا يُمنح، بل يُصنع".