أكدت إيران أنها لا تملك أي خطة للتفاوض مع الولايات المتحدة بعد إعادة فرض العقوبات الأممية عليها، مشددة على أنها "لن تتوسل من أجل التفاوض"، في موقف يعكس تصعيدًا جديدًا في العلاقات المتوترة بين طهران وواشنطن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، خلال مؤتمر صحافي اليوم الاثنين، إن بلاده "لا تملك في هذه المرحلة أي خطة للتفاوض مع الجانب الأميركي"، موضحًا أن التركيز ينصبّ حاليًا على دراسة الآثار والتبعات المترتبة على الخطوات التي أقدمت عليها الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة، في إشارة إلى إعادة تفعيل العقوبات الأممية على طهران.
ورغم ذلك، أكد بقائي أن المسار الدبلوماسي لم يُغلق بالكامل، قائلاً: "الدبلوماسية، باعتبارها مسارًا قائمًا على الاتصالات والمشاورات، ما زالت مستمرة، وكلما شعرت إيران بأن هذا المسار يمكن أن يكون مثمرًا، فسيُتخذ القرار استنادًا إلى المصالح الوطنية".
وفي لهجة حادة، هاجم المتحدث باسم الخارجية الولايات المتحدة، معتبرًا أن بعض تصريحات المسؤولين الأميركيين التي تباهوا فيها بارتكاب أعمال غير قانونية "تزيد من مسؤوليتهم الدولية".
وأضاف، "الاعتراف بارتكاب أعمال غير قانونية لا يمنح واشنطن أي مصداقية، بل يثبت للمجتمع الدولي أن الولايات المتحدة لا تلتزم بالقواعد المعترف بها دوليًا".
كما جدد بقائي انتقاداته للدول الأوروبية الثلاث — فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا — واصفًا تحرّكها الأخير بأنه "غير قانوني"، مشيرًا إلى أن هذه الدول والولايات المتحدة لا تملكان الأهلية القانونية للجوء إلى آلية تسوية الخلاف في الاتفاق النووي (سناب باك).
وأكد أن مجلس الأمن لم يتخذ أي قرار قانوني بشأن إعادة فرض العقوبات بسبب غياب الإجماع الدولي.
تأتي تصريحات الخارجية الإيرانية بعد أيام من تصريحات المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، التي كشفت أن طهران قدمت مقترحًا للتفاوض المباشر مع واشنطن، إلا أن المسؤول الأميركي ستيف ويتكوف حدد الموعد ولم يحضر.
وفي السياق نفسه، كان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد أوضح أن جميع المقترحات التي طرحت خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي رُفضت من قبل الأوروبيين بتشجيع أو ضغط من الولايات المتحدة.
يُذكر أن دول الترويكا الأوروبية كانت قد أطلقت مسار "آلية الزناد" في أواخر آب الماضي، مطالبة طهران بالسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول الكامل إلى جميع المنشآت النووية، واشتراط استئناف المفاوضات مع واشنطن بضمانات لأمن مخزون اليورانيوم المخصّب.
إلا أن إيران رفضت تلك الشروط واعتبرتها غير عادلة وضغوطًا سياسية، مؤكدة أن برنامجها النووي سلمي بالكامل.
ولم تؤدّ المشاورات التي جرت على هامش اجتماعات الأمم المتحدة أواخر أيلول إلى أي اختراق في الموقف، فيما وصفت طهران العروض الأميركية بأنها “غير منطقية” وتهدف فقط إلى فرض إملاءات جديدة.