اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم أنّ البحث عن تعريف للإرهاب بعد كل ما ارتُكب من جرائم في المنطقة والعالم، جاء متأخرًا جدًا، مؤكّدًا أنّ ما شهدته فلسطين وغزة ولبنان منذ قرن وأكثر هو الإرهاب بعينه ولا يحتاج إلى تعريف جديد.
وجاء كلام هاشم خلال مشاركته في "المؤتمر البرلماني العالمي لمكافحة الإرهاب والحدّ من التطرّف" المنعقد في إسطنبول، حيث شدّد على أنّ العدالة المتأخرة ناقصة، وأنّ من يدّعي مكافحة الإرهاب هو في كثير من الأحيان صانعه وراعيه.
وقال هاشم في كلمته: "من يدّعي أنه خط الدفاع في مواجهة الإرهاب هو صانعه وراعيه ومغذّيه، لأنه عمّم سياسة الظلم والعدوان على مساحة العالم، وما نشهده اليوم هو نتيجة سياسة القطب الأحادي المتحكّم في إدارة الظلم والإرهاب."
وأضاف أنّ أيّ نقاش حول مفهوم الإرهاب يجب أن يبدأ من صورة الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض منذ أكثر من قرن لجرائم القتل والتهجير والاحتلال، معتبرًا أنّ إسرائيل هي المصدر الأساسي للإرهاب في المنطقة، وأنّ لبنان يدفع الثمن بسبب موقعه وتاريخه وجغرافيته إلى جانب فلسطين.
وتابع هاشم: "الاحتلال مستمرّ، والعدوان اليومي لم يتوقف رغم تفاهم وقف النار منذ أحد عشر شهرًا، لأن رعاة الاتفاق تنصّلوا منه وتركوا العدوّ ليستكمل اعتداءاته وقتله ودماره، فيما المجتمع الدولي يحاول تجميل قباحته."
وأشار إلى أنّ غياب تعريف واضح للإرهاب يؤدّي إلى خلل قانوني وإساءة استخدام القوانين الأمنية وانتهاك حقوق الإنسان، داعيًا إلى تشريع وطني ودولي واضح يميّز بين حقّ التعبير والرأي من جهة، وبين التحريض على العنف والكراهية من جهة أخرى.
وشدّد على أنّ التعاون الدولي والتنسيق التشريعي والأمني بين الدول أمرٌ ضروري لمواجهة الإرهاب العابر للحدود، ولا يمكن أن يتحقق الأمن الحقيقي من دون احترام الكرامة الإنسانية وحقوق الشعوب.
وختم هاشم بالقول: "الفهم المشترك للإرهاب والتطرّف ووضع تشريعات عادلة تُوازن بين الأمن وحقوق الإنسان، هو المدخل لمواجهة الإرهاب الذي ترعاه قوى الهيمنة والسيطرة. فلا أمن بلا عدالة، ولا سلام بلا كرامة إنسانية."