المحلية

محمد علوش

محمد علوش

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2025 - 07:13 ليبانون ديبايت
محمد علوش

محمد علوش

ليبانون ديبايت

عودة النار إلى الضاحية: مرحلة جديدة تهدد الكيان السياسي للحزب؟

عودة النار إلى الضاحية: مرحلة جديدة تهدد الكيان السياسي للحزب؟

"ليبانون ديبايت"- محمد علوش


الضربة الإسرائيلية الأخيرة في عمق الضاحية الجنوبية، واستهداف شخصية قيادية بارزة داخل البنية العسكرية لحزب الله، وفي منطقة تُعد رمزاً سياسياً واجتماعياً للمقاومة، أعادتا المواجهة إلى نقطة انعطاف جديدة. فالعملية جاءت بعد أشهر من مرحلة شهدت تحييداً للضاحية وبيروت بقرار أميركي، وبذلك تُعتبر إعلاناً رسمياً لانتهاء مرحلة وانطلاق أخرى عنوانها تكثيف الضغط العسكري المباشر.

هذه الرسالة لا تقف عند حدود الاغتيال ذاته، بل تريد إسرائيل أن تحمل مضموناً استراتيجياً يتعلق بمنع إعادة بناء القدرات العسكرية وتعطيل أي محاولة لإعادة تشكيل القوة بعد حرب الاستنزاف الماضية، إضافة إلى محاولة فرض شروط على الطرف اللبناني للدخول في تفاوض مباشر بعد سحب السلاح.


وبحسب مصادر لبنانية متابعة، تبدو تل أبيب في هذه المرحلة مصممة على قطع الطريق على كل مبادرات التفاوض، سواء تلك المحلية التي أطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون في ذكرى الاستقلال، أو العربية الإقليمية التي تقودها مصر وليست بعيدة عن المملكة العربية السعودية أيضاً. ويأتي ذلك من خلال عملية عسكرية موضعية ممتدة على عدة أيام، لا تصل إلى حدود الحرب الشاملة، مع الإشارة إلى أن إسرائيل، كما تكشف المصادر، أبلغت لجنة الميكانيزم عزمها التصعيد دون الوصول إلى حرب إلا إذا حصل ردّ فعل من الجانب اللبناني.


لا تريد إسرائيل إنهاء الحروب، فهي تُهدد لبنان وغزة بالنار، وإيران واليمن والعراق بالتصريحات التي يمكن أن تتحول في أي لحظة من لغة كلامية إلى لغة نارية. وهي تريد، بعد مرور عام على قرار وقف إطلاق النار، القول إنها بصدد استكمال الحروب بغية تحقيق النتائج السياسية للحرب العسكرية.


وتشير المصادر عبر “ليبانون ديبايت” إلى أن إسرائيل لا تزال تحاول إقناع الولايات المتحدة بالحرب على إيران، وتسعى قبل ذلك إلى استنزاف كل من يمكنه أن يلعب دوراً داعماً لطهران إذا وقعت الحرب. وتشير المصادر إلى وجود رأيين داخل إسرائيل في هذا السياق: الأول يقول إن ضرب الحلفاء قبل ضرب الرأس شرط أساسي لنجاح الحرب على إيران أو لدفعها إلى الخضوع للشروط الأميركية والإسرائيلية بعد فقدان كل أوراق القوة؛ والثاني يرى أن ضرب الرأس مباشرة سيؤدي تلقائياً إلى سقوط أوراق الحلفاء.


وتعتبر المصادر أن إسرائيل تخوض سباقاً مع الوقت في مواجهة التحركات العربية التي تسعى لإعادة فتح باب التفاوض بين أميركا وإيران، وإيجاد تسوية إقليمية كبرى تشمل الملف اللبناني الذي لا يمكن عزله عن مجمل تطورات المنطقة.


من هنا، تعتقد المصادر أن التصعيد الإسرائيلي، وفق كل الإشارات التي تصل إلى بيروت، سيستمر خلال المرحلة المقبلة، مع عدم استبعاد حصول تحركات عسكرية ضد طهران، استناداً إلى تهديدات نتانياهو، وربطاً بالاتصال الهاتفي الشهير بين وزير الحرب الأميركي ووزير الدفاع العراقي، حيث حذّر الأول من تحرك الفصائل العراقية ضد تحركات عسكرية أميركية قريبة في المنطقة.


وتشير المصادر إلى أن الرسائل التي وصلت إلى بيروت قبل الاغتيال في الضاحية وبعده تؤكّد أن قرار التصعيد متخذ، وأن مرحلة جديدة قد بدأت من خلال استهداف الضاحية، بعد مرحلة سابقة جرى فيها استهداف مخيم عين الحلوة في صيدا للمرة الأولى.


كما تكشف المصادر أن من بين الرسائل الخطيرة التي وصلت إلى بيروت وجود عودة للخطر على الكيان السياسي لحزب الله، مشيرة إلى أنه في المرحلة الماضية كانت هناك تطمينات بأن الاستهدافات الإسرائيلية ستكون ذات طابع عسكري، لكن في هذه المرحلة ظهرت مخاوف جدية من احتمال استهداف شخصيات سياسية مؤثرة في الحزب، وكل ذلك في إطار محاولة “دفع الحزب إلى الاستسلام”، وفق تعبير المصادر.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة