كشفت مسؤولة سابقة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنّ الذكاء الاصطناعي أصبح مصدر خوف وقلق داخل المؤسسة العسكرية الأميركية، وسط تسارع اعتماده في مجالات القرار العسكري والتسلّح الذكي.
وقالت ميكي أويانغ، نائبة مساعد وزير الدفاع للأمن السيبراني خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو"، إنّ "الذكاء الاصطناعي يحمل في طيّاته مخاطر كبيرة، إذ يخشى المسؤولون في البنتاغون من سوء استخدامه سواء من الخصوم الخارجيين أو من داخل المؤسسة نفسها، بما قد يضرّ بالمصالح الأميركية".
وأضافت، "كنا نقلق غالبًا بشأن استخدام الخصوم للتكنولوجيا، لكن يجب أن ندرك أيضًا أن هناك خصوماً داخل البنتاغون، ويجب أن نكون حذرين بشأن وصول هؤلاء الفاعلين إلى هذه الأدوات".
ولفتت أويانغ إلى أنّ المخاطر تشمل اختراق قواعد البيانات الحساسة أو إصابة صناع القرار بما أسمته "ذهان الذكاء الاصطناعي" نتيجة الإفراط في الاعتماد على هذه الأدوات، مما قد يؤثر على القرارات العسكرية الحساسة.
كما عبّرت عن قلقها من توسّع استخدام ما يُعرف بـ "الروبوتات القاتلة"، القادرة على اتخاذ قرارات مستقلة بشأن الأهداف وأنواع الأسلحة، مشدّدة على ضرورة ضمان عملها ضمن ضوابط تمنع الإفراط في القتل.
وأضافت أنّ أدوات الذكاء الاصطناعي الشائعة مثل "شات جي بي تي" ليست مناسبة للاستخدام العسكري، لأنها "تحتاج إلى دراسة عميقة قبل الاعتماد عليها في اتخاذ قرارات مصيرية".
وأكدت أويانغ أنّ على الجيش الأميركي تطوير أدوات ذكاء اصطناعي خاصة به تتوافق مع طبيعة مهامه العسكرية التي تختلف عن الاستخدامات المدنية، مشيرة إلى أنّ البنتاغون بدأ فعليًا في توظيف الذكاء الاصطناعي في البحث والتطوير، لكنها دعت إلى تمويل أوسع للأبحاث المتخصصة في هذا المجال لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول.