أكد وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، في مؤتمر صحافي عُقد في خلدة، أنّ العاصفة التي ضربت البلاد صباح اليوم شكّلت"اختبارًا فعليًا وجديًا" لمدى جهوزية الوزارة قبل دخول موسم الأمطار، مشيرًا إلى أن نتائج التدخلات الميدانية أثبتت "فعالية الأعمال الاستباقية التي نُفّذت خلال الأسابيع الماضية".
وقال رسامني إن شدّة المتساقطات التي هطلت خلال دقائق قصيرة لم تُعرقل عمل الفرق الفنية، موضحًا أنّ الوزارة "تمكنت من معالجة التجمعات المائية بسرعة قياسية في كل المواقع الواقعة ضمن نطاقها"، مع الإشارة إلى أنّ "بيروت الإدارية التي شهدت تجمعات عدة لا تقع ضمن مسؤولية الوزارة، ومع ذلك نحن جاهزون للمساعدة".
وأضاف أنّ عددًا من النقاط التي تُعدّ تقليديًا حسّاسة لم تشهد أي تجمع للمياه للمرة الأولى منذ سنوات، عازيًا ذلك إلى نجاح الصيانة الاستباقية. وشملت هذه النقاط:
-جونية – الهوا تشيكن
-ضبية
-نفق المطار الداخلي والخارجي
-دوحة الحص – مقابل Laguna
-السلطان إبراهيم – الجناح
-الدامور
وكشف رسامني عن أرقام رسمية تظهر حجم المتساقطات، حيث سُجّل 25.4 مم خلال 30 دقيقة و22.2 مم خلال 15 دقيقة، أي ما يعادل 89 مم في الساعة، وهي معدلات تفوق بثلاثة أضعاف المعدل العالمي الذي يؤدي عادة إلى تجمعات مياه "حتى في الدول الأكثر تقدّمًا".
وأوضح أنّ فرق الوزارة تدخلت فورًا، حيث جرى فتح مصارف الرّحاب وطريق المطار القديم خلال خمس دقائق، وفتح نفق مار مخايل خلال عشر دقائق، فيما استغرق فتح المصارف في خلدة نحو 60 دقيقة بسبب الازدحام المروري.
وأشار الوزير إلى أنّ التجمعات التي ظهرت في بعض المواقع "لم تكن نتيجة خلل بنيوي"، بل بسبب النفايات التي حملتها السيول وتسببت بانسداد المصارف خلال دقائق، مؤكدًا امتلاك الوزارة فيديوهات توثّق هذه الوقائع.
وتطرق رسامني إلى "حملة التضليل" التي رافقت العاصفة عبر نشر فيديوهات قديمة أو مفبركة نُسبت خطأً إلى ما حدث صباح اليوم، ومنها مشاهد من نفق الكوكودي ونفق الأوزاعي ومنطقة السلطان إبراهيم التي "لم تشهد أي تجمع للمياه". ودعا إلى الرجوع إلى المصادر الرسمية قبل تداول أي مضمون.
وختم بالتشديد على أنّ الوزارة "حققت إنجازًا واضحًا رغم قساوة الظروف الجوية"، مجددًا التأكيد أنّ إبقاء المصارف مفتوحة «مسؤولية مشتركة» وأنّ الرمي العشوائي للنفايات يبقى العامل الأول في انسدادها، ومعلنًا جهوزية الوزارة لمواجهة أي منخفضات مقبلة بالوتيرة والمعايير نفسها.