الدكتور دوميط كامل، العالم البيئي ورئيس الحزب البيئي العالمي، يؤكّد في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "ملف النفايات في لبنان يبقى من أكثر الملفات الشائكة والمعقّدة، في ظل غياب أي حلول علمية أو خطط مدروسة،خصوصًا ليس لدينا فعلياً كوادر متخصصة بإدارة هذا الملف قادرة على وضع استراتيجيات متكاملة ومستدامة، الأمر الذي يُبقي الأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات".
ويُذكّر كامل في هذا الإطار، بـ"تجربة ناجحة في قضاء جبيل، حيث تم، بحسب قوله، تنفيذ أحد أبرز المشاريع النموذجية عام 1990، عبر وضع خطة حديثة تُغني القضاء عن أي أزمة نفايات لمئة سنة مقبلة"، وهو لا يعاني اليوم من أي مشاكل تُذكر في هذا المجال، كما يشير إلى تنفيذ تجارب مماثلة في مناطق أخرى، لكن إذا أردنا أن نتحدث بصراحة عن الفضائح في إدارة هذا الملف على مستوى لبنان، فالمشهد مرعب فعلاً، لذلك، من الأفضل في هذه المرحلة أن ننتظر لنرى ما إذا كانت الجهات المعنية قادرة فعلاً على تحقيق أي خطوة عملية".
ويشدّد كامل على أن "مطمر الجديدة هو أحد المطامر التي أُنشئت بشكل عشوائي ومن دون أي تخطيط علمي أو بيئي"، مشيراً إلى أن "بعضها جاء نتيجة تسويات سياسية لا تهدف إلى حلّ الأزمة، بل لتحقيق مكاسب مالية، معظم هذه المطامر غير شرعية، واليوم، بدل معالجة أصل المشكلة، نرى محاولات للتخفيف من حجم الأخطاء أو تبريرها".
ويضيف: "نتمنى أن يكون هناك حلّ جذري وعلمي يُنهي هذه الكارثة التي تتكرّر كل فترة، ففي حال تم إقفال مطمري الجديدة والكوستا برافا قد يُعيدنا هذا الأمر إلى مشهد النفايات في الشوارع، كما حصل سابقاً".
ويختم بالتأكيد على أن "ملف النفايات في لبنان لم يعد قضية خدماتية فقط، بل تحوّل إلى قضية وطنية تمسّ البيئة والصحة والسلامة العامة، وتتطلّب إدارة علمية بعيدة عن الارتجال والمصالح الضيقة".