وسط ترحيب دولي واسع بالإعلان عن التوافق حول المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وبدء تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، كشفت مصادر مطّلعة لقناتي "العربية" و**"الحدث"** عن تفاصيل جديدة تتعلق بآلية التوقيع والتنفيذ.
فقد أفادت مصادر "العربية" أن مراسم التوقيع الرسمي على الاتفاق ستُجرى ظهر اليوم الخميس عند الساعة 12:00 بتوقيت القاهرة، على أن يبدأ التنفيذ الفعلي مطلع الأسبوع المقبل، يوم الإثنين.
وأوضحت المصادر أنّ خطة شاملة وضعت لعملية تنفيذ تبادل الأسرى، مشيرة إلى أنّ حركة حماس بدأت بالفعل نقل الأسرى الإسرائيليين إلى نقاط آمنة داخل القطاع.
كما أكدت أنّ الوسطاء اطمأنوا على أوضاع الأسرى الصحية والنفسية، وأن التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدأ لتسليمهم إلى الجانب الإسرائيلي، تحت إشراف مباشر من الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك والأميركيين، الذين سيتولّون الإشراف على عملية التسليم والتسلّم.
وفي إسرائيل، من المقرّر أن يعقد المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) جلسة عند الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي للمصادقة على الاتفاق، تليها جلسة موسّعة للحكومة الإسرائيلية عند الخامسة مساءً.
ووفق صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يمتلك أغلبية مريحة داخل الكابينت والحكومة لتمرير الاتفاق، رغم إعلان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أنه سيصوّت ضد وقف الحرب، دون أن يلوّح بالانسحاب من الائتلاف.
وبحسب المصادر، فإنه خلال 24 ساعة من توقيع الاتفاق في مدينة شرم الشيخ المصرية، سيبدأ الجيش الإسرائيلي انسحابه من عدد من المناطق الواقعة على ما يُعرف بالخط الأصفر، الممتد من خان يونس جنوبًا إلى بيت لاهيا شمالًا، على أن تُعلن تفاصيل الجدول الزمني لاحقًا.
وسيُفرج عن الأسرى الإسرائيليين الأحياء دفعة واحدة خلال 72 ساعة من توقيع الاتفاق، من دون أي مراسم رسمية، فيما سيتم تسليم الجثامين تدريجيًا في الأيام اللاحقة.
في المقابل، سيُفرج عن نحو 2000 أسير وأسيرة فلسطينية، بينهم 250 من ذوي الأحكام العالية والمؤبّدات، إضافة إلى معتقلين من قطاع غزة أُوقفوا بعد السابع من تشرين الأول 2023.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ استعداداته العملياتية لتنفيذ الاتفاق، مؤكدًا في بيان أنه يبقي قواته في حالة تأهّب وجاهزية لأي سيناريو ميداني محتمل.
ورغم أجواء التهدئة المرتقبة، تواصلت الغارات الإسرائيلية بوتيرة أخف على مناطق متفرقة من القطاع، بحسب مراسلي "العربية" و**"الحدث"**.
ويُذكر أنّ المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس استمرت لأيام في مدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وفود من قطر ومصر وتركيا والولايات المتحدة، من أجل التوصّل إلى توافق حول المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي كان قد كشف عنها أواخر أيلول 2025.
وتُعدّ هذه المرحلة الأولى من الخطة نقطة الانطلاق نحو وقف شامل لإطلاق النار، تبادلٍ متوازن للأسرى، وبدء انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي، تمهيدًا لتطبيق بنود خطة ترامب للسلام في غزة التي وُصفت بأنها "الصفقة التاريخية" لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.