بمناسبة حلول شهر تشرين الأول، شهر الصحة النفسية، نظّمت اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون لقاءً خاصًا في القصر الجمهوري، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان (UNFPA Lebanon)، جمع عددًا من الشباب والشابات من مختلف المناطق اللبنانية، عرضوا خلاله تجاربهم وتحدّياتهم النفسية وآمالهم بمستقبلٍ أفضل.
وأشارت المعطيات التي عرضها المشاركون إلى مؤشراتٍ مقلقة، إذ تُظهر بيانات البرنامج الوطني للصحة النفسية أن 14% من الشباب حاولوا الانتحار خلال العام الماضي، و28% تعرّضوا للتنمّر في المدرسة، و25% يشعرون بالقلق المتكرر، فيما 19% أفادوا بأنهم يعانون من الوحدة.
وخلال اللقاء، تمّ تسليط الضوء على الخدمات الوطنية الأساسية التي يقدّمها البرنامج الوطني للصحة النفسية وشركاؤه، ومن بينها الخط الساخن 1564 (خط الحياة)، المتوافر على مدار الساعة لتقديم الدعم العاطفي والوقاية من الانتحار.
كما جرى، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية والدولية، بحث سبل تعزيز الصحة النفسية لدى الشباب، وضمان حصولهم على الرعاية اللازمة، انطلاقًا من مبدأ أنّ الصحة النفسية حقّ لكل إنسان وليست امتيازًا.
وفي كلمتها أمام المشاركين، قالت السيدة عون: "ليس سهلا ما تمرون به كشباب من ظروف وحروب وضيقة مالية ورؤية اهلكم وقد اضاعوا أموالهم في المصارف، وكل الضغوطات التي اثرت عليكم وسببت لكم ضغطا نفسيا لا سيما في ظل وجود مريض داخل المنزل وما يشكله هذا الامر من تحد كبير له".
وأضافت: "انتم عظماء وترفعون الرأس وهذا ليس كلاما فحسب، بل ان هذا ما اكدتم عليه انتم، ومنذ اليوم الأول كان لدي ايمان ان القصر الجمهوري هو قصركم، قصر صوتكم ووجودكم، تقومون في ظل القناعة الموجودة لديكم بمساندة وتعليم وتحفيز الغير رغم الضغوطات النفسية. نريد ان نتخلص من اعتبار بعض المواضيع "محرمات" Tabou، وانتم اليوم محظوظون بوجود جهات معينة مؤمنة بذلك. ففي أيامنا كان التعبير عن معاناة ما "تابو" بحيث كانوا يصفون من يبكي ويعزل نفسه بالبوم دون ان يسألوا عن السبب وراء ذلك. لم يكن من احد حولنا يستطيع فهمنا او يساهم في توعية أهلنا. اليوم انتم بوجود الجهات المعنية وايمانكم بانفسكم تستطيعون انقاذ أنفسكم وإنقاذ الغير واشكركم من كل قلبي على ذلك".
وختمت السيدة عون بالقول: “اليوم لديكم الحظ والفرص لتطوير أنفسكم وتطوير الغير. وأتمنى عليكم ان تؤمنوا بانفسكم وتعبروا عن المشاكل والضغوطات النفسية التي تعانون منها . هذا قصركم وبيتكم وانا على استعداد لايصال صوتكم. ما من عيب او خطأ، بل ان الخطأ هو ما لا نتحدث عنه، ابقوا هكذا، وأتمنى ان يبقى الحوار بيننا ويتطور وتخبروني في المستقبل عن نقاط الضعف والقوة".