أعلنت بعثة أثرية مصرية العاملة في موقع تل الخروبة بمنطقة الشيخ زويد، شمال سيناء، عن كشف قلعة عسكرية كبيرة تعود إلى عصر الدولة الحديثة، تُقدَّر بقرن 16 قبل الميلاد. وأكدت وزارة السياحة والآثار أن القلعة تشكّل إضافة مهمة لشبكة التحصينات المصرية على الطريق العسكري المعروف بـ"طريق حورس".
وقالت الوزارة إن أعمال الحفائر أسفرت عن اكتشاف جزء من السور الجنوبي بطول 105 متر وعرض 2.5 متر، ومدخل فرعي بعرض 2.2 متر، كما كشفت البعثة حتى الآن عن 11 برجًا دفاعيًا، من بينها البرج الشمالي الغربي وجزء من السورين الشمالي والغربي، رغم تحديات الكثبان الرملية المتحركة التي غطّت أجزاء واسعة من الموقع.
وفي بيانين مقتبسين، وصف وزير السياحة والآثار شريف فتحي هذا الكشف بأنه "تجسيد لعبقرية المصري القديم في بناء منظومة دفاعية متكاملة"، فيما اعتبر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد إسماعيل أن الاكتشاف "خطوة مهمة في إعادة بناء صورة شبكات التحصين على الحدود الشرقية خلال الدولة الحديثة".
وأوضح رئيس قطاع الآثار محمد عبد البديع أن البعثة عثرت أيضًا على سور متعرّج بطول 75 مترًا في الجانب الغربي يقسم القلعة ويحيط بمنطقة سكنية مخصّصة للجنود، إلى جانب أوانٍ فخارية متنوعة ويد إناء مختومة باسم الملك تحتمس الأول. وأضاف أن فريق العمل وجد فرنًا كبيرًا لإعداد الخبز وكميات متحجرة من العجين، ما يشير إلى أن القلعة كانت مركزًا متكاملاً للحياة اليومية للجنود.
وأشار مدير عام آثار سيناء هشام حسين إلى أن الدراسات الأولية أظهرت مراحل ترميم وتعديل متعددة، ومن المتوقع العثور على ميناء عسكري قرب الساحل يخدم القلعة. كما لفت إلى أن مساحة القلعة تبلغ نحو 8,000 متر مربع، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة قلعة مكتشفة سابقًا على بُعد نحو 700 متر جنوب غرب الموقع الحالي.
وبيّن الباحث في الآثار شريف شعبان أن الاكتشاف يندرج ضمن شبكة قلاع على "طريق حورس الحربي" التي شُيِّدت في الدولة الحديثة لتأمين تحرّك الجيوش نحو بلاد الشام، وأن العثور على ختم تحتمس الأول يجعل تأريخ القلعة إلى القرن 16 قبل الميلاد احتمالًا مرجّحًا.
يذكر أن البعثة أعلنت في مايو الماضي عن اكتشاف بقايا تحصينات ووحدات سكنية وخندق في موقع تل أبو صيفي بشمال سيناء، ضمن جهود مستمرة للكشف عن شبكة التحصينات المصرية على الحدود الشرقية.
الـــمــــزيــــــــــد
