المحلية

ليبانون ديبايت
الأحد 12 تشرين الأول 2025 - 15:50 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

لا مؤشرات على حرب واسعة... اسرائيل "تعزل" الجنوب بالنار؟

لا مؤشرات على حرب واسعة... اسرائيل "تعزل" الجنوب بالنار؟

"ليبانون ديبايت"


في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني وتزايد وتيرة الاعتداءات اليومية بالطائرات المسيّرة والمدفعية، يبرز مجدداً الحديث عن احتمال تصعيد إسرائيلي بعد الانتهاء من معركة غزة، في ظل مؤشرات ميدانية وسياسية توحي بأن اليوم التالي لغزة سيكون يوم لبنان.


وفي هذا السياق، يوضح الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم في حديث خاص إلى "ليبانون ديبايت" أن الحديث عن إمكانية تصعيد إسرائيلي بعد الانتهاء من غزة والترتيبات المتعلقة بها بدأ منذ أكثر من شهر، مشيراً إلى أن الحديث عن “اليوم التالي” لغزة بات يعني عملياً أن الدور المقبل سيكون على لبنان.


الاعتداء على المصيلح استتباع للعدوان المستمر


ويلفت بيرم إلى أن الاعتداء الإسرائيلي فجر أمس على منطقة المصيلح يُعتبر استتباعاً للعدوان الإسرائيلي المستمر، موضحاً أن العدو يقصف يومياً كل ما له علاقة بالحفارات والجرافات في عدد من المناطق الجنوبية، في محاولة لإبقاء الوضع الأمني والعمراني مشلولاً بالكامل.


ويرى أن "هذا السلوك الإسرائيلي يؤكد أنه لا يُراد وجود دورة حياة طبيعية في هذه المناطق"، موضحاً أن القصف بدأ في مناطق الشريط الحدودي، لكنه يتوسع اليوم باتجاه مناطق شمال الليطاني وليس جنوبه، وهو ما يعكس نية إسرائيلية بإبقاء الجنوب منطقة ميتة اقتصادياً ومعيشياً.


استغلال أميركي – إسرائيلي لغياب تنفيذ وقف النار


ويتابع بيرم قائلاً إن "الولايات المتحدة الأميركية، وهي الدولة التي من المفترض أن تكون الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذه، لم تلتزم فعلياً بوقف النار، ما سمح لإسرائيل باستغلال هذا الواقع وفرض سيطرتها على الجنوب اللبناني من دون التقدم برياً أو نشر قوات".


ويضيف: "إسرائيل تعتمد اليوم على الطائرات المسيّرة وعمليات الاغتيال لتحقيق أهدافها، وهناك نحو 16 منطقة جنوبية تعيش حالة من الخوف والقلق وانعدام الحياة نتيجة هذا الضغط المستمر، ويمكن القول أنها تقيم منطقة عازلة تحت النار بدون أن تكون متواجدة فيها على الأرض.

ويضرب بيرم مثالاً على ذلك قائلاً: "حتى عمليات قطاف الزيتون أصبحت بحاجة إلى إجراءات أمنية مشددة وكأن المزارعين اللبنانيين يودّون الدخول إلى مناطق إسرائيلية، وهو ما يوضح حجم الاختناق الذي تفرضه تل أبيب على حياة الجنوبيين اليومية".


لا حرب واسعة في الأفق


أما عن إمكانية حصول عملية عسكرية واسعة، فيستبعد بيرم هذا الاحتمال، مؤكداً أن "إسرائيل وفق الوضع الحالي هي الرابحة، ومن ضغط لوقف النار في غزة لم يفعل ذلك من أجل اندلاع حرب جديدة".

ويقول: "المرحلة الراهنة تشير إلى نهاية الحروب الكبرى، وذلك وفق التحليل المنطقي لا بناءً على معلومات ميدانية".


الانقسام الداخلي اللبناني تحت المجهر الإسرائيلي


ويعتبر بيرم أن إسرائيل ستستمر في الأسلوب نفسه، أي الضغط الميداني المحدود والمستمر، إلى جانب الاستثمار في الانقسام الداخلي اللبناني.

ويشرح قائلاً: "اليوم هناك مواجهة داخلية موازية للمواجهة على الحدود، إذ يبرز انقسام سياسي حاد بين فريق يدعو إلى تسليم سلاح المقاومة وعلى رأسه القوات اللبنانية والكتائب، وبين فريق آخر يرفض هذا الطرح بشدة".


ويخلص بيرم إلى القول إن "المرحلة الحالية ستبقى على حالها إلى حين نضوج ظروف تسوية شاملة في المنطقة، لأن موازين القوى والمعادلات الدولية لا توحي حالياً بإمكان الذهاب نحو حرب جديدة أو حل نهائي للنزاع".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة