أعلنت مصادر إسرائيلية أن معهد الطب الشرعي في إسرائيل حدّد هوية ثلاث جثث أُعيدت من قطاع غزة، تعود لكلّ من الجندي الإسرائيلي تمير نمرودي (19 عامًا)، وأورئيل باروخ (35 عامًا)، وإيتان ليفي (53 عامًا)، الذين قُتلوا خلال عملية "طوفان الأقصى" في تشرين الأول 2023. وأُضيفت إلى الجثث جثة رابعة تبيّن لاحقًا أنها ليست لجندي إسرائيلي بل لفلسطيني من غزة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن عملية تحديد هوية الجثث الثلاثة أنهت حالة من الغموض استمرت نحو عامين، إذ كان تمير نمرودي آخر الأسرى الذين لم يُعلن رسميًا عن مقتلهم. وأشارت عائلته في بيان إلى أنه "اختُطف حيًّا من قاعدته وقُتل لاحقًا بغارة إسرائيلية أثناء احتجازه لدى حماس"، مضيفةً أن "تلقّي الخبر أنهى عامين من الانتظار القاسي".
أما أورئيل باروخ، البالغ من العمر 35 عامًا، فقد اختُطف من طريق عودته من مهرجان "نوفا" الذي شهد مقتل مئات الإسرائيليين. وقالت عائلته في بيان: "بعد عامين من الصلاة والأمل، أُعيدت جثة أورئيل إلى الوطن. نشكر كل من دعمنا طوال فترة الغياب". وترك باروخ زوجة وطفلين، وكان يُعرف بشغفه بالموسيقى والسفر، بحسب أصدقائه.
إيتان ليفي (53 عامًا) من مدينة بات يام كان في طريقه لتوصيل صديقة إلى كيبوتس بئيري عند وقوع الهجوم. وخلال اتصاله الأخير مع شقيقته، سُمع صوت إطلاق نار وصراخ بالعربية قبل انقطاع الخط. لاحقًا، أظهرت تسجيلات انتشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية مشاهد لتعذيب جثته في غزة، وهو ما أكّدته عائلته بعد مطابقة الحمض النووي.
في المقابل، أفاد مصدر أمني إسرائيلي أن الجثة الرابعة التي أُعيدت لم تكن لجندي مفقود، بل تعود لمواطن فلسطيني. وأضاف أن "هناك 21 جثة أخرى لأسرى قُتلوا ما زالت في قبضة حماس، ومن المتوقع استعادة المزيد خلال الأيام المقبلة".
وأشار التقرير إلى أن الوسطاء من قطر ومصر وتركيا يواجهون صعوبات ميدانية في تسلّم الجثث بسبب تعقيدات الوضع في القطاع، فيما أكّدت إسرائيل استمرار الضغط على حماس لإعادة بقية الجثث.
وختم التقرير بأن إسرائيل سمحت في الوقت نفسه بدخول نحو 600 شاحنة مساعدات إنسانية عبر معبر كرم أبو سالم تنفيذًا للاتفاق الأخير، بينما لا يزال معبر رفح مغلقًا أمام حركة الفلسطينيين، في انتظار استكمال الترتيبات الأمنية واللوجستية.