والصامت الأكبر كان رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي لم ينسَ إلى اليوم اتفاق 17 أيار، الذي شارك مع عدد من الوطنيين في إسقاطه بانتفاضة 6 شباط، وانتظر أن يأتيه التوضيح من الرئاسة الأولى، ولم يطل انتظاره، حيث كشفت مصادر قريبة من قصر بعبدا أن مستشار الرئيس، العميد أندريه رحال، زار أمس الرئيس بري في زيارة تتعلق بهذا الأمر تحديدًا، وإن كانت زيارات رحال إلى عين التينة متكررة.
وأكدت المصادر لـ "ليبانون ديبايت"، أن رحال حاول إزالة الالتباس الذي رافق كلام الرئيس عون، لا سيما مع التفاعل الكبير والأصداء التي أحدثها الكلام، ولفتت إلى أن رحال كان على يقين بأن الرئيس بري فهم كلام الرئيس بشكل صحيح لأنه كان واضحًا، فالمقصود أنه يمكن أن تجري مفاوضات وفق المسار الذي سلكته مفاوضات الترسيم البحري، لا سيما عبر الوسيط الأميركي، فما يمكن أن ينطبق على الترسيم البحري يمكن أن ينطبق على الترسيم البري في شكل مساره.
وتوضح المصادر أن كلام الرئيس ليس المقصود منه الذهاب مباشرة إلى التفاوض مع إسرائيل، بل أن يبدأ الأمر وفق ما سار عليه الترسيم البحري، لا سيما أن هناك الكثير من الأمور التي يجب حلها، ليس فقط فيما يتعلق بالترسيم، بل أيضًا بإنهاء الاحتلال للقطاع الذي تجاوزت الخمس إلى ثماني نقاط، إضافة إلى الثلاث عشرة المتنازع عليها، والاعتداءات المستمرة على لبنان وانتهاك أجوائه وموضوع الأسرى وغيرها من الأمور التي يجب العمل على حلها في إطار تفاوضي شبيه بالإطار الذي سلكه الترسيم البحري.
ولا تُخفي المصادر أن المنطقة تمرّ بتسويات كبرى لا يمكن أن يكون لبنان بمنأى عنها، بل هو جزء منها، ولا يمكن له حتى معارضتها، ومن هذا المنطلق جاء كلام الرئيس عون.
اللقاء بين الرئيس بري والعميد رحال خيّم عليه جوّ صريح ومريح، وفق المصادر، مع الأخذ في الاعتبار أن الرئيس بري لم يكن بحاجة إلى توضيح من الرئاسة لأنه قرأ الكلام وخلفيته بشكل صحيح، لا سيما أنه كان جزءًا من المفاوضات في الترسيم البحري، ويعلم تمامًا أن أي مفاوضات جديدة لن تكون مباشرة بل عبر وسطاء كما حصل في المرة الماضية.
ووفق المصادر، فإن محاولة إزالة الالتباس الذي علق بكلام الرئيس عون ستمتد إلى حزب الله، ومن المتوقع أن يزور رحال حارة حريك في هذا الإطار، لا سيما أن العلاقة بين بعبدا والحارة بالكاد تعافت من تداعيات قرار الحكومة بحصرية السلاح في 5 آب.