كشف المصوّر الصحفي الفلسطيني شادي أبو سيدو أن حراس سجن إسرائيلي أبلغوه خلال فترة اعتقاله بأن زوجته وطفليه قُتلوا في حرب غزة، قبل أن يكتشف لاحقًا أنهم على قيد الحياة بعد إطلاق سراحه بموجب اتفاق تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
وكان أبو سيدو قد اعتُقل من دون محاكمة في 18 آذار 2024 بموجب قانون "المقاتلين غير الشرعيين" الإسرائيلي، مؤكّدًا أنه تعرّض لـالضرب المبرح والمعاملة المهينة داخل السجون الإسرائيلية، فيما نفى المتحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية علمه بهذه الاتهامات، زاعمًا أن "جميع السجناء احتُجزوا وفق الإجراءات القانونية".
وبحسب "رويترز"، لم يعرف المصوّر الفلسطيني أن زوجته هناء بهلول وطفليه ما زالوا على قيد الحياة إلا بعد الإفراج عنه، حيث هرعت زوجته نحوه وارتمت بين ذراعيه في لحظة مؤثرة داخل ممر منزل العائلة في خان يونس، فيما ظل يطبع القبلات على وجهي طفليه قائلاً: "سمعت صوتهم فقط... وسط الموت، يعودون أحياء."
تقول زوجته هناء إن محامي مؤسسة "الضمير" الحقوقية أبلغها أن زوجها محتجز بموجب قانون "المقاتلين غير الشرعيين"، وهو شكل من الاعتقال الإداري الذي يسمح بالاحتجاز دون محاكمة أو تهمة واضحة، مع تقييد وصول المحامين للمعتقلين.
ويذكر الباحث الإسرائيلي عمير شاتز أن هذا القانون يمنح إسرائيل صلاحية واسعة لاحتجاز الفلسطينيين تعسفياً، فيما تؤكد مؤسسة "الضمير" وجود 2673 معتقلاً من غزة محتجزين بموجبه حاليًا.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن سياسة الاعتقال "تتماشى مع القانون الدولي واتفاقيات جنيف"، في حين تتحدث منظمات حقوقية عن ملفات تحقيق بجرائم تعذيب وإساءة معاملة داخل السجون.
وفق رواية أبو سيدو، تم نقله بين ثلاثة مرافق احتجاز: معسكر سدي تيمان العسكري ومعسكر عوفر في الضفة الغربية وسجن كتسيعوت داخل إسرائيل.
وتظهر على معصميه آثار واضحة للقيود المعدنية، فيما يصف تجربته بالقول: "السجن كان مقبرة الأحياء... نزعوا الروح من الجسد، لكن حين عدت إلى غزة عادت الروح رغم الدمار".