بحث وتحري

ليبانون ديبايت
الجمعة 17 تشرين الأول 2025 - 16:39 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

"الثورة فشلت هنا"... نائب "التغيير" يكشف ما تحقّق من 17 تشرين

"الثورة فشلت هنا"... نائب "التغيير" يكشف ما تحقّق من 17 تشرين

"ليبانون ديبايت"

ست سنوات مرّت على انطلاقة 17 تشرين، الحدث الذي شكّل نقطة تحوّل في الحياة السياسية اللبنانية، لكنه لم يُحدث الانقلاب الكامل الذي راهن عليه كثيرون، ما بين الطموحات التي حملها الشارع، والواقع الذي فرضته تعقيدات النظام السياسي، ظلّت النتائج محدودة، وإن كانت مؤثرة على مستويات معينة.

النائب وضاح الصادق يقدّم، من موقعه كأحد المنبثقين من تلك الثورة، قراءة متروّية لمسارها، محددًا النجاحات، والإخفاقات، وحدود التغيير الممكن.

ويؤكد النائب الصادق، في حديثِ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "في دول البحر الأبيض المتوسط، وليس فقط في لبنان، نحن شعوب عاطفية ومتحمّسة بطبيعتنا، نرغب دائمًا في رؤية النتائج الفورية، وننتظر أن تتحقق الأمور في اليوم التالي، فعلى سبيل المثال، فور تشكيل الحكومة، بدأ الناس في اليوم التالي يتساءلون، ماذا أنجزت؟ وعندما انتُخب النواب، كان المشهد نفسه، رغم أن إعادة بناء بلدٍ مدمَّر تحتاج إلى سنوات طويلة، لأن عملية التأسيس والإصلاح تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين".


ويشير الصادق إلى أن "ثورة 17 تشرين أوجدت لدى الناس رغبة حقيقية في التغيير، ليس فقط لدى النواب الجدد أو داخل المنظومة السياسية، بل لدى المواطنين أنفسهم، لقد خلقت هذه اللحظة وعيًا جديدًا، بأن الواقع القائم لم يعد صالحًا، وأن النظام السياسي الحالي بات غير قابل للاستمرار أو تحقيق طموحات اللبنانيين".


ويضيف: "أصبح تطبيق النظام السياسي غير مجدٍ على مستوى لبنان، بعدما أوصل البلاد إلى حالة من الانهيار الكامل، وعمّق جذور الفساد، وهذا الواقع لم يكن نتيجة إدارة واحدة أو مرحلة معينة، بل جاء نتيجة تراكمات طويلة من سوء الإدارة والفساد المزمن".


ويكشف الصادق أن "عند انطلاق الحراك الشعبي، كانت بعض السفارات في البداية غير مرحّبة به، لأنها كانت ترى في الوضع القائم استقرارًا لمصالحها، ولم تعتبر أن هناك مشكلة جدّية تستدعي التغيير".


ويتابع قائلاً: "أتيت من خلفية في القطاع الخاص، ومعي مجموعة من الأشخاص الذين لديهم أعمالهم الخاصة، أسّسنا مبادرة "خط أحمر"، التي تحوّلت لاحقًا إلى حزب سياسي مرخّص، انطلقنا من مفهوم المساعدة الذاتية، تأمين الطعام، نصب الخيم، وتقديم الدعم ضمن إمكانياتنا، رغم كل الاتهامات التي حاولت النيل من صورتنا، لكن جوهر ما حصل هو حالة تغييرية حقيقية، هذه الحالة هي التي أوصلت نوابًا جددًا إلى المجلس، ودفعت أحزابًا إلى مراجعة خطابها، وأطلقت موجة وعي سياسي واجتماعي جديدة، نرى نتائجها اليوم في المشهد السياسي الراهن، حيث أصبح العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، ونواف سلام رئيسًا للحكومة".


ويُوضح الصادق أن "خلال ست سنوات، تحقّق تغيير فعلي على الأرض، ولكن إذا أردنا أن نُطلق عليها اسم "ثورة" بالمعنى الكامل، فهي لم تصل إلى هذا المستوى، فالثورة بطبيعتها تُحدث تحولًا كبيرًا في النظام، وهذا لم يحدث، ما شهدناه كان مسارًا تغييريًا بطيئًا وتدريجيًا، نتيجة تعقيدات الواقع اللبناني".


ويختم قائلاً: "الوضع في لبنان ليس بسيطًا، هناك سلاح وميليشيات مسلّحة، وحتى القوى الأمنية والجيش رغم النضج والمسؤولية التي أظهراها في التعامل مع الثورة كانوا في ذلك الوقت مقيّدين جزئيًا لذلك، وبالنظر إلى طبيعة وتطوّر المسار التغييري، يمكن القول إن ما حصل لم يكن ثورة مكتملة، لكنه بلا شك كان تحولًا جوهريًا مهّد لتغيير مستمر، نلمس بعضًا من نتائجه اليوم، ولكن فشلت بأن تكون ثورة حقيقة".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة