المحلية

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
السبت 18 تشرين الأول 2025 - 07:09 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

بعد شرم الشيخ... اللعبة انتهت!

بعد شرم الشيخ... اللعبة انتهت!

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد


ثلاثة تحديات أساسية فرضت نفسها، بعد قمّة شرم الشيخ التي وُقِعَّت فيها وثيقة اتفاق إنهاء الحرب في غزة، يطرحها سياسي مخضرم بشكلٍ حاسم ومن دون مواربة، إذ أن التحدّي الأول، هو الرعاية الأميركية والأوروبية والعربية الكاملة والشاملة لهذا الإتفاق، خصوصاً أن التجربة قد علّمت الجميع، مبدئياً، أن التوصل إلى الإتفاقات، رغم أهميته، ليس كافياً، بل المطلوب السهر الدولي على التنفيذ حتى التثبُّت من تطبيق الإتفاق كاملاً، وغياب أي قدرة على محاولة الإنقلاب عليه.


أمّا التحدّي الثاني، يضيف السياسي المخضرم، بأنه لا يكفي تأمين بيئة محلية مؤاتية لتنفيذ الإتفاق وحُسِن تطبيقه، بل لا بدّ من معالجة البيئة الإقليمية المؤثرة والمموِّلة والمسلّحة، وعدم تحقيق هذا الأمر يُيقي احتمالات الإنقلاب على الإتفاقات تظل قائمة، لأنه غالباً ما تتحضّر الإنقلابات من الخارج إلى الداخل.


ويقضي التحدّي الثالث، بضرورة المضي قدماً في معالجة الملفات التي تتسلّل منها قوى الإرهاب، عبر إرساء دولة فلسطينية، ودول فعلية وحقيقية في كل من لبنان وسوريا والعراق، وعدم التساهل مع الخطاب الممانع الذي وفّر الغطاء للفوضى.

ويضيف السياسي المخضرم، أن شعوب المنطقة قد تعبت من الفرص الضائعة، والآمال غير المحقّقة، وتعبت من الحروب والفوضى، وتتطلّع إلى العيش باستقرار وآمان، ما يضع المجتمع الدولي، الذي بذل جهوداً إستثنائية، أمام مسؤولية كبرى في حماية هذه الجهود من الإجهاض، ومنع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.


ووفق السياسي عينه، يقف الشرق الأوسط اليوم أمام فرصة تاريخية، يرتكز نجاحها على عاملين أساسيين:

ـ العامل الأول خارجي، ويتمثّل في الإصرار على استئصال نهج الممانعة الذي عطّل مسارات الدول والإستقرار.

ـ العامل الثاني داخلي، ويتمثّل في الإصرار على قيام دول فعلية، وإزالة كل ما يمكن أن يقف في طريقها.


ولا حاجة للتذكير بأن ما تحقّق لغاية اليوم كان بمثابة الزلزال الذي أخرج أذرع إيران من سوريا وغزة، كما يقول السياسي، الذي لا يغفل الإشارة إلى توقيع ذراعها في لبنان وثيقة وقف حربٍ كان هو من بادر إليها، وأن يفقد المبادرة السياسية في لبنان، وبالتالي، فهو يؤكد بأن مسار الأمور في المنطقة يسير في الإتجاه المعاكس لزمن تسعينات القرن الماضي، والإنقلاب الذي خرّب لبنان والمنطقة، حيث أنه ما لم تدرك إيران وأذرعها أن اللعبة انتهت، فمصيرها سيكون السقوط الحتمي، فقمة شرم الشيخ حسمت بأن لا عودة إلى الوراء في المنطقة، بينما ركزت في لبنان على أن اعتماد خطاب قديم يُبقي البلد في حلقة مفرغة من التوتر، وفق معادلة أن لبنان لن ينفِّذ ما هو مطلوب منه في اتفاق وقف النار، قبل أن توقف إسرائيل استهدافاتها، وتخرج من النقاط التي تتواجد فيها وتطلق الأسرى ويُعاد الإعمار، لا يخدم إلاّ ذراع إيران التي لا تريد التخلّي عن سلاحها مهما كانت الأثمان باهظة.


ويخلص السياسي في حديثه إلى الإعتبار بأنه مع زوال ظروف الإحتلال السوري التي حالت دون أن تطبِّق الدولة ما هو مطلوب منها سيادياً، لم يعد هناك مبرِّر اليوم لهذا التردُّد، خصوصاً بعد سقوط الأسد وتخلّي حركة "حماس" عن مشروعها المسلّح وتطويق ذراع إيران من إسرائيل وسوريا والسلطة اللبنانية، وبالتالي، على السلطة ألا تربط قرار "حصرية السلاح" بأي أمرٍ آخر، وأن تبسط سيادتها وسيطرتها وتنزع أي سلاح غير شرعي في لبنان.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة