ورداً على الموقف الإسرائيلي من اتجاهات الرئيس ترامب، تقول المصادر الدبلوماسية إن "إسرائيل تتمنى اتفاقاً مع لبنان، إنما هي تعرف أن ما من فرصة في المستقبل لمثل هذا الإتفاق، إنطلاقاً من اعتبارها أن الدولة اللبنانية لا تسيطر على كل لبنان، لكي يكون الإتفاق معها ثابتاً ونهائياً، وبالتالي، تجد أنه يجب انتظار خطوات بناء الدولة وبسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية وتطبيق قرار حصر السلاح بيد الجيش اللبناني.
لذلك، توضح المصادر أن اهتمامات بنيامين نتنياهو الأمنية تتركز في قطاع غزة والضفة في الوقت الراهن فيما "همّه" الإستراتيجي، يرتبط بإيران حيث تتراوح الخيارات تتراوح ما بين الضربة والصفقة والدبلوماسية، ما سيؤثر حكماً على لبنان وعلى سلاح "حزب الله"، لأن الصفقة قد تحمل في بنودها، حصول توجيه إيراني للحزب بالتعاون مع الدولة اللبنانية وتسليم سلاحه الثقيل وبأن ينخرط بمشروع الدولة، كما أن الفشل في التوصل إلى أي صفقة وانسداد الأفق الدبلوماسي، سيدفع الحزب إلى القيام بخطوات معاكسة.
وفي الخلاصة، تشير المصادر إلى التأثير الواضح لمواقف الحزب في العناوين الداخلية، إنما تشدد على أن هذا التأثير لا يطال موضوع الحرب أو الإعتداءات الإسرائيلية، لأن إسرائيل مستمرة بضرباتها وباحتلال النقاط الخمس مستندةً إلى موقف الحزب.
لكن التأثير الأكبر والأخطر لموقف الحزب، كما تصفه المصادر، فهو أنه يمنع وصول مساعدات جدية للبنان وخصوصاً لأهل الجنوب والضاحية والبقاع الذين هم بأمسّ الحاجة إلى الدعم، فدول الخليج تعلن استعدادها للمساعدة إنما تشترط أن تكون حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية، كي لا تلي مرةً أخرى المساعدات وإعادة الإعمار، حرب مدمرة جديدة.