لفت رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، في كلمة ألقاها خلال لقاء مع الجالية اللبنانية في فرنسا نظّمه "التجمّع من أجل لبنان"، إلى أن زيارته إلى باريس تهدف أولاً للمشاركة في إحياء ذكرى 13 تشرين، معتبراً أن «هذه المناسبة تؤكد أننا وبعد خمسة وثلاثين عاماً ما زلنا أصحاب قضية ووفاء تجاه الشهداء».
وقال باسيل إن 13 تشرين هو موعد ثابت في ذاكرة التيار للتأكيد على «الانتماء للقضية والجذور»، مشيراً في المقابل إلى أن 17 تشرين 2019 لم تكن مجرد احتجاج على رسم واتساب بل «مساراً مخططاً له لضرب العهد والتيار وتصويرهما كسبب الانهيار، رغم أن السياسات الريعية القديمة هي التي أدت إلى فقدان أموال الناس».
واتهم باسيل من يقف خلف 17 تشرين بأنه «أقفل المصارف وفتح الطريق أمام تهريب مليارات الدولارات»، معتبراً أن ما جرى كان «انقلاباً مالياً ممنهجاً أفلس البلد ومنع حتى اليوم إقرار القوانين الإصلاحية».
وتساءل: «كيف لم تعد ذكرى 17 تشرين تُحيى بعد سنة أو سنتين، بينما نحن نلتقي بعد 35 سنة لنحيي ذكرى 13 تشرين؟»، ليخلص إلى القول إن «17 تشرين كانت حالة عابرة بلا جذور، فيما 13 تشرين قضية لها أبناء وفكر واستمرارية».
وأكد باسيل أن التيار «لا يزال وحده يطالب بمحاكمة من سرق أموال المودعين ويدفع باتجاه التدقيق الجنائي وإقرار قوانين الإصلاح المالي»، متهماً «المنظومة» بعرقلة كل خطوة إصلاحية.
وشدد على أن التيار الوطني الحر يعتبر الانتشار اللبناني جزءاً من معركته السياسية للحفاظ على هوية لبنان، قائلاً: «نرفض أن يحلّ النازح مكان المنتشر، ولهذا نحارب سياسات بقاء النازحين كما نحارب أسعار تذاكر الطيران لأن المنتشر ليس زبون بطاقة سفر».
وذكّر بأن التيار كان الوحيد الذي واجه دخول الجيش السوري عام 1990، وأنه «لا يزال الوحيد الذي يرفض بقاء النازحين السوريين ويقف بوجه سياسات بعض المسؤولين الماليين».
وقال: «نحن لا نخاطب الانتشار بلغة الانتخابات أو المال، بل بلغة الهوية. أقررنا قانون استعادة الجنسية، وفتحنا حق الاقتراع من الخارج، ونصرّ على تمثيل المنتشرين بنوابهم ضمن مسار تشريعي حقيقي، وليس عبر وعود كلامية».
وأكد أن التيار سيعيد إطلاق مؤتمر الطاقة الاغترابية بنسخة جديدة في عيد الميلاد «حتى لو لم نكن في وزارة الخارجية»، مضيفاً: «هذه رسالتنا، وهذا حق المنتشرين، ولم نتعامل معهم يوماً على أساس من صوّت معنا أو ضدنا».
وشارك باسيل في القداس الإلهي عن راحة أنفس شهداء 13 تشرين في كاتدرائية سيدة لبنان في باريس، بحضور السفير اللبناني ربيع الشاعر، كما شارك في عشاء الطاقة الاغترابية اللبنانية الذي جمع عدداً من المنتشرين في فرنسا.