بدأ البيت الأبيض، صباح الاثنين، تنفيذ أعمال هدم جزئية في الجناح الشرقي — المقر التقليدي للسيدة الأولى — تمهيدًا لبناء قاعة رقص جديدة يريدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بتكلفة تقدَّر بـ 250 مليون دولار، رغم غياب الموافقة الرسمية من اللجنة الوطنية للتخطيط في العاصمة واشنطن.
وأظهرت صور نشرتها وكالة «أسوشييتد برس» معدات البناء وهي تقتحم واجهة الجناح الشرقي، بينما تناثرت النوافذ وأجزاء من المبنى على الأرض، في مشهد تابعه عدد من الصحافيين من الحديقة المقابلة لوزارة الخزانة المجاورة.
وأعلن الرئيس ترامب بدء الأعمال في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى المشروع خلال استقباله أبطال دوري الجامعات للبيسبول لعام 2025 في الغرفة الشرقية قائلاً: «لدينا الكثير من أعمال البناء الجارية، قد تسمعونها من وقتٍ لآخر… لقد بدأت اليوم فقط».
المشروع الذي يُعدّ الأضخم من نوعه في البيت الأبيض منذ سبعة عقود، يثير جدلاً قانونياً بعدما مضى فريق ترامب في تنفيذه من دون نيل موافقة اللجنة الوطنية للتخطيط، وهي الجهة المخوّلة بالموافقة على مشاريع البناء الحكومية الكبرى في واشنطن.
وخلال اجتماع اللجنة في أيلول الماضي، قال رئيسها ويل شارف — وهو أيضاً سكرتير موظفي البيت الأبيض وأحد كبار مساعدي ترامب — إن الوكالة «لا تملك صلاحية على أعمال الهدم أو التحضير للموقع في المباني الفيدرالية»، مضيفًا أنّ ما يخضع لاختصاصها «هو فقط البناء الرأسي».
ترامب كان قد أعلن في تموز 2025 عن القاعة الجديدة، مؤكدًا أنها «لن تمسّ القصر الرئاسي نفسه»، بل ستكون قريبة منه وتحافظ على طابعه التاريخي.
ويضمّ الجناح الشرقي مكاتب السيدة الأولى وعدداً من الموظفين، وقد بُني عام 1902 ثم توسّع عام 1942 بإضافة طابق ثانٍ.
وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت إن هذه المكاتب ستُنقل مؤقتًا أثناء الأشغال، مؤكدة أن الجناح سيخضع لتحديث شامل.
يؤكد ترامب أنّ المشروع «لن يكلّف دافع الضرائب الأميركي سنتاً واحداً»، موضحًا أنّ تمويل القاعة يأتي من «وطنيين سخيين وشركات أميركية كبرى»، إضافة إلى مساهمة شخصية منه.
وتبلغ مساحة القاعة الجديدة 90 ألف قدم مربعة، وستتسع لنحو 999 شخصاً — بعدما كانت السعة المعلنة 650 شخصاً فقط — ما يجعلها أكبر من الغرفة الشرقية التي تستوعب نحو 200 ضيف، بل وأكبر تغيير هيكلي في القصر التنفيذي منذ إنشاء شرفة ترومان عام 1948.
في مأدبة خاصة أقامها ترامب الأسبوع الماضي لمجموعة من رجال الأعمال الممولين، قال إن القاعة «ستُنهي عصر الخيام في المناسبات الرسمية»، في إشارة إلى استضافات تمت في الحديقة الجنوبية سابقاً.
وأشار البيت الأبيض إلى أنه سيكشف قريباً عن أسماء المساهمين في تمويل المشروع، من دون أن يعلنها بعد.