وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز مساء الاثنين في البيت الأبيض اتفاقية تعاون في مجال المعادن الأساسية وعناصر الأرض النادرة، في خطوة تهدف إلى تعزيز استقلال الولايات المتحدة في سلاسل التوريد الحساسة، وسط تشدد صيني متزايد في تصدير هذه المواد الحيوية.
وخلال لقائهما الأول في البيت الأبيض، أعلن ترامب أنّ المفاوضات على الاتفاق استغرقت أربعة أو خمسة أشهر، واصفاً الخطوة بأنها "إنجاز استراتيجي يعزز الأمن الاقتصادي الأميركي". من جهته، أكد ألبانيز أنّ الاتفاقية تمثل "موردًا لضخ 8.5 مليار دولار" وأنها "جاهزة للتنفيذ فوراً"، مضيفاً أنّها ترتقي بالعلاقات بين البلدين إلى "المستوى التالي".
ويأتي الاتفاق في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تقليل اعتمادها على الصين التي تحتكر نحو 90 بالمئة من إنتاج المعادن النادرة عالمياً، والتي فرضت مؤخراً قواعد أكثر صرامة على تصدير المنتجات التي تحتوي على هذه المعادن أو تُصنّع بتقنيات صينية. وترى الإدارة الأميركية أنّ هذه الإجراءات تمنح بكين نفوذاً واسعاً على الاقتصاد العالمي، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا والدفاع.
وقال كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، إنّ "أستراليا ستكون عوناً كبيراً في الجهود المبذولة لقيادة الاقتصاد العالمي وجعله أقل عرضة لابتزاز المعادن النادرة الذي نشهده من جانب الصينيين"، مشيداً بقدرات التعدين الأسترالية ووفرة مواردها من المعادن الأساسية.
ورافق ألبانيز إلى واشنطن وفد رفيع يضم وزراء يشرفون على قطاعات الموارد والصناعة والعلوم، في إشارة إلى أهمية التعاون الصناعي والتكنولوجي بين البلدين.
وتأتي الزيارة قبيل لقاء محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من تشرين الأول، حيث يُتوقع أن تُطرح ملفات التجارة والمعادن النادرة ضمن جدول الأعمال.
وفي تصريحات سبقت الزيارة، قال ألبانيز إنّ اللقاء مع الرئيس ترامب سيكون فرصة لتعميق التعاون في مجالي التجارة والدفاع، مشيراً إلى أنّ البحث سيتناول أيضاً مستقبل اتفاقية "أوكوس" الأمنية التي تضم أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. ولم يوضح ترامب ما إذا كان ينوي تمديد الاتفاقية، في وقت تُراجع وزارة الدفاع الأميركية بنودها الحالية.