المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الأربعاء 22 تشرين الأول 2025 - 07:11 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

خفايا الاتصالات بين حزب الله والسعودية

خفايا الاتصالات بين حزب الله والسعودية

"ليبانون ديبايت"_عبدالله قمح


علم "ليبانون ديبايت" من مصدرين، أحدهما دبلوماسي عربي والآخر إيراني، أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، طرح خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية منتصف أيلول الماضي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ملفّ لبنان، وفي صلبه حزب الله.


وأكّد المصدران أن لاريجاني قال للأمير بن سلمان إنّه "ينبغي علينا العمل سوياً على المساهمة في تخفيف الاحتقان السياسي داخل لبنان، والمساعدة في إرساء نوع من الهدوء" بعد حرب الـ66 يوماً التي شنّتها إسرائيل على لبنان. وأضاف أنه مستعدّ للتحدث مع حزب الله في شأن هذه التهدئة، ولا سيّما بما يخصّ العلاقة مع السعودية، وهو ما لم يمانعه بن سلمان، وإن من دون أن يذكر الحزب بالاسم.


في المقابل، أشار مصدر آخر إلى أن الاهتمام الإيراني الحالي يتركّز على توفير مناخ من "عدم العداء" بين المملكة العربية السعودية وشيعة لبنان، وهو ما حرص لاريجاني على نقله إلى المسؤولين السعوديين خلال زيارته.


وعقب ما وُصف بـ"النتائج المثمرة لزيارة لاريجاني"، توجّه الأخير إلى بيروت في 27 أيلول الماضي على رأس وفد رسمي إيراني للمشاركة في السنوية الأولى للأمينين العامين لحزب الله الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين. وعلى هامش الزيارة، حمل لاريجاني نتائج لقاءاته في الرياض إلى الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، متمنياً عليه الاستمرار في نهج الانفتاح تجاه المملكة.


وكان الشيخ نعيم قاسم قد دعا في 19 أيلول الماضي – أي بعد يومين من زيارة لاريجاني للرياض – المملكة العربية السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع حزب الله، تقوم على الحوار ومعالجة إشكاليات الماضي بما يؤمّن المصالح المستقبلية للطرفين.


مصدر آخر أوضح لـ"ليبانون ديبايت" أن سياسة الانفتاح التي تعمل عليها طهران بدأت قبل زيارة لاريجاني للرياض، إذ كانت القيادة الإيرانية قد وضعت قيادة الحزب في بيروت بصورة ما ينوي لاريجاني طرحه هناك، ومن ضمنه مفاتحة الرياض حول فتح صفحة جديدة مع حزب الله. لكنه ألمح إلى أن ذلك "لم يحصل من دون مقدمات".


ويستدلّ على ذلك بتصريح عضو المجلس السياسي في الحزب الوزير السابق محمود قماطي، الذي قال في 13 أيلول الماضي – أي قبل زيارة لاريجاني – إنّ "لا مشكلة لحزب الله مع السعودية"، نافياً وجود أي عداء معها. كما أشار في حديث آخر إلى أن الشيخ نعيم قاسم سبق أن زار الرياض والتقى العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 2007.


وبحسب المصدرين العربي والإيراني، فإن لاريجاني وبعد لقائه بن سلمان، نقل أجواء اللقاء إلى قيادة حزب الله "فوراً وبشكلٍ مباشر" مقترحاً البدء بإجراءات، وهو ما انعكس لاحقاً في الموقف الإيجابي الذي عبّر عنه الحزب على لسان أمينه العام.


ولدى زيارته بيروت في 27 أيلول الماضي، قال لاريجاني في مؤتمر صحافي إنه يرحّب بمبادرة حزب الله للحوار مع السعودية، واصفاً المملكة بأنها "دولة صديقة".


غير أن هذا الانفتاح، لم يُترجم حتى الآن إلى خطوات عملية، وبقي محصوراً في التصريحات العلنية الصادرة عن الشيخ قاسم وقماطي، وما ورد في كلام لاريجاني بالرياض ثم في بيروت. حتى الساعة، لم يُسجَّل أي تواصل مباشر أو جدي بين الطرفين، وسط ترجيحات بأن أي مسار من هذا النوع سيتم بعيداً عن الأضواء وبرعاية إيرانية دقيقة.


وفي موازاة البحث عن تطورات العلاقة بين الجانبين، لوحظ أن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري – الذي يُقال إنه يستعد لمغادرة لبنان قريباً بعد انتهاء مهمته – لم يأتِ في تصريحاته الأخيرة على ذكر حزب الله. وعندما سُئل في أحد اللقاءات عن مواقف الشيخ نعيم قاسم الأخيرة، فضّل عدم الإجابة، ما فُهم منه أن الملف ليس في عهدته المباشرة.


في المقابل، طلب حزب الله من مسؤوليه ووسائل إعلامه والمقرّبين منه تجنّب التطرّق سلباً إلى العلاقة مع السعودية، في إشارة واضحة إلى رغبة في تهدئة الأجواء.


لكن ذلك، وعلى أهميته، لا يعني أن السعودية جمّدت سياساتها العدائية التقليدية تجاه الحزب، خصوصاً من قبل الأمير يزيد بن فرحان، المسؤول في الديوان الملكي عن الملف اللبناني. إذ يواصل الأخير دعم الجهود الرامية إلى تطويق الحزب داخلياً، ولا سيّما في أوساط حلفائه السنّة السابقين. وتبرز هذه الجهود بشكل خاص على أبواب الانتخابات النيابية المرتقبة في ربيع العام المقبل، حيث يسعى أكثر من طرف إلى منع "الثنائي الشيعي" من الفوز بالمقاعد الشيعية السبعة والعشرين كاملة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة