"ليبانون ديبايت"
ما من شك بأن إيقاع الضربات الإسرائيلية التي باتت يومية، لا يشبه إيقاع أي مرحلة تصعيد سابقة ولا يشي بحربٍ واسعة، حيث ترى مصادر سياسية مطلعة، بأن إسرائيل تعتمد أسلوب "الكرّ والفرّ"، وفق ما يبدو جلياً من خلال الغارات الأخيرة على السلسلة الشرقية أخيراً، وقبلها على مناطق خارج نطاق جنوب الليطاني جنوباً، فيما لا تغيب مسيّراتها عن العاصمة والضواحي، من دون أن تستثني المقرّات الرسمية في اليومين الماضيين.
إلاّ أن المصادر السياسية المطلعة، تكاد تجزم ل"ليبانون ديبايت"، بأن سيناريو الحرب على غرار العدوان الواسع النطاق الذي تعرّض له لبنان في أيلول الماضي، يبدو سيناريو من خارج كل التوقّعات والقراءات الدبلوماسية وحتى العسكرية، وذلك انطلاقاً من اعتبارين: الأول يتعلق بالإنطباع لدى واشنطن كما لدى إسرائيل، المتعلق بقرار حصر السلاح والخطة التي بدأ الجيش بتنفيذها، والثاني ينحصر بالعناوين التي يركز عليها بنيامين نتنياهو والتي تنحصر بالداخل أولاً وبالإقليم ثانياً، والتي تجعل من الساحة اللبنانية عنواناً لا يحتل الأولوية لديه في الوقت الراهن.
وعليه، لا ترى المصادر السياسية في المشهد الداخلي أي دلائل على المسار الذي تسلكه خطة بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، لجهة ما إذا كانت ستتخطى حدود جنوب الليطاني وارتباطها بجدول زمني، أو لجهة تعاون "حزب الله" معها، أو امتناعه عن التجاوب معها. ومن هنا، توضح المصادر أن الضربات الإسرائيلية ستتواصل وبالتنسيق مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، أو على الأقل مع الجانب الأميركي فيها، ومن دون الذهاب إلى شنّ حربٍ واسعة النطاق.
لكن هذا الواقع لا يعفي الحزب من المسؤولية في هذا الإطار، إذ أن المصادر ذاتها تقول إن مواقفه الأخيرة تضع لبنان وسط مخاطر ضخمة جداً، خصوصاً وأنه يرفع سقف خطابه حول إعادة بناء قدراته العسكرية أو جهوزيته للحرب، وذلك بالتناغم مع التصعيد في الخطاب الإيراني، الذي يركّز على إبقاء الجبهة اللبنانية الجنوبية "حامية"، حتى ولو دفع اللبنانيون ثمناً كبيراً قد يكون موجة تهجير جديدة وتأخير لإعادة الإعمار.