المحلية

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
الاثنين 27 تشرين الأول 2025 - 08:34 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

بانتظار " أن يتعب ترامب"؟

بانتظار " أن يتعب ترامب"؟

"ليبانون ديبايت " - فادي عيد


إستبقت رسائل واشنطن التحذيرية المباشرة وغير المباشرة إلى بيروت، وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتيغاس، التي تعاود تحرّكها في المنطقة للإشراف ميدانياً على الواقع الأمني من خلال مهمة لجنة الإشراف على تطبيق وقف العمليات العدائية، التي تعجز عن أي إحاطة جدّية أو مقاربة فاعلة للحدّ من مسلسل الإعتداءات الإسرائيلية، حيث يبدو الوضع عالقاً ما بين الحديث الإسرائيلي عن إعادة "حزب الله" تكوين قدراته العسكرية، بالتوازي مع تشديد من قبل الحزب على رفض أي تسليم للسلاح في شمال الليطاني.


من الطبيعي أن يأتي هذا الإستنفار، غداة المناورات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، التي اكتسبت طابع التهديد بالحرب مجدداً، ما فضح "ضعف الضمانات" التي حصل عليها لبنان مقابل التزامه بالقرارات الدولية. وتلاحظ أوساط ديبلوماسية مواكبة، أن كل المؤشّرات المُستقاة من تصريحات المسؤولين الأميركيين في الأسبوعين الأخيرين حول الوضع اللبناني، تؤكد أجواء الإستياء الواضح ممّا تصفه ب"التباطؤ في تنفيذ خطة الحكومة بحصر السلاح، حيث لم يكن كلام السفير توم برّاك الأخير عن لبنان، إلاّ نموذجاً عمّا ستكون عليه وتيرة الضغوط الأميركية على لبنان وليس على إسرائيل، من أجل الإلتزام بما نصّ عليه قرار وقف النار وإرساء الإستقرار على جانبي الحدود في الجنوب".


وفيما يعتبر المعنيون في لبنان، أنه من الطبيعي أن يبادر الحزب إلى اتخاذ إجراءات كفيلة بترميم بنيته العسكرية، وفق ما يردّد أكثر من نائب ومسؤول في الحزب، إلاّ أن الأوساط الديبلوماسية، تجد أنه من غير المقبولٍ أن تتحوّل قضية سلاح الحزب والحرب الإسرائيلية، إلى تهديد للواقع اللبناني بكل تفاصيله وإلى إزاحته من لائحة الإهتمامات الدولية، خصوصاً وأن نهاية الشهر الجاري ستكون موعداً لأكثر من استحقاقٍ إقليمي.


وبينما تعمل واشنطن بإشرافٍ رئاسي مباشر من البيت الأبيض على متابعة وقف النار في غزة، فإن السؤال المطروح مع ارتفاع وتيرة التوتر في لبنان، هو "هل تعبت واشنطن من الملف اللبناني"؟ تؤكد الأوساط في جوابها، على وجود إصرار أميركي على تنفيذ خطة "حصرية السلاح، يعكسه التلويح بإجراءات مختلفة على اعتبار أن وقت لبنان ينفذ، خصوصاً مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار، من دون الإنتقال إلى المرحلة الثانية من هذا الإتفاق".


ومن هنا، وعلى هامش التركيز الأميركي الحالي على لجنة "الميكانيزم"، فإن الهاجس الأمني بات يتصدّر المشهد لدى واشنطن، ما استدعى حراكاً ديبلوماسياً عربياً تلتقي أهدافه مع الأهداف الأميركية والفرنسية، وهي وقف تدحرج التصعيد الإسرائيلي الأخير إلى حرب موسّعة ضد الحزب ولبنان. وعليه، فمن المفيد أن يأخذ لبنان الرسمي كلام الموفد برّاك القاسي على محمل الجدّ، بعدما خرج عن الديبلوماسية ليوجّه رسالةً واضحة إلى اللبنانيين، قبل أن يصلوا إلى نقطة اللارجوع مع إسرائيل.


ولم يعد خافياً اليوم أن الرعاية الأميركية الأكبر تركّز على إسرائيل ومصالحها عبر "حصرية السلاح" وليس على لبنان، رغم رفضها أي تخريبٍ لاستقرار الساحة الداخلية اللبنانية، إذ تقول الأوساط إنه من الملحّ أن يعمد اللبنانيون إلى تغيير الأسلوب القديم في التعاطي مع الحزم الأميركي، والإنتقال من نهج تقطيع المرحلة وشراء الوقت بانتظار "تعب ترامب"، إلى مواجهة الواقع عبر اعتماد الحلول المناسبة، والبدء بتنفيذ الروزنامة الإصلاحية الشاملة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة